responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين    الجزء : 1  صفحة : 350

فقال له محمّد الجواد مسرعا: يا أمير المؤمنين فرّ أصحابي فرقا، و الظّنّ بك حسن أنّه لا يفرق منك من لا ذنب له، و لم يكن بالطريق ضيق فأتنحّى‌ [1] عن أمير المؤمنين، فأعجب المأمون كلامه، و حسن صورته، فقال له: ما اسمك يا غلام؟

فقال: محمّد بن عليّ بن موسى الكاظم، فترحّم الخليفة على أبيه.

و ساق جواده إلى نحو و جهته، و كان معه بزاة الصّيد، فلمّا بعد عن العمارة أخذ الخليفة بازيا منها و أرسل على درّاجة فغاب البازي عنه قليلا، ثمّ عاد و في منقاره سمكة صغيرة و بها بقايا من الحياة، فتعجّب المأمون من ذلك غاية العجب، ثمّ أنّه أخذ السّمكة في يده، و كرّ راجعا إلى داره، و ترك الصّيد في ذلك اليوم و هو متفكّر فيما صاده البازي من الجوّ، فلمّا وصل موضع الصّبيان وجدهم على حالهم، و وجد محمّدا معهم، فتفرّقوا على جاري عادتهم إلّا محمّدا، فلمّا دنا منه الخليفة، قال له:

يا محمّد، فقال له: لبّيك يا أمير المؤمنين، قال أنظر ما في يدي؟- و ذكر له القصة- [2]، فأنطقه اللّه بأن قال: إنّ اللّه خلق في بحر قدرته المستمسك في الجوّ ببديع حكمته سمكا صغارا تصيد منها بزاة الخلفاء كي يختبر بها سلالة بيت المصطفى، فلمّا سمع المأمون كلامه تعجّب أكثر مما كان، و جعل يطيل النّظر فيه، و قال: أنت ابن الرّضا حقّا، و من بيت المصطفى صدقا، و أخذه معه و أحسن إليه و قرّبه و بالغ في إكرامه، و أجلاله، و إعظامه، فلم يزل مقبلا عليه لما ظهر له أيضا بعد ذلك من بركاته، و مكاشفاته، و كراماته.

و عزم على أنّه يزوّجه ابنته أمّ الفضل، و صمّم على ذلك، فبلغ ذلك العبّاسيين،


[1] في بعض المصادر: ضيقا فأنتهي.

[2] هكذا بالنسخ، و لعله أبهم له القصة حتّى يناسب الاختبار، أو ذكر له ما عدا أمر السّمكة حتّى يتم أمر تعجبه منه.

اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست