و وصل الحسن بن الحسن بأحسن صلة، و أجازه بأحسن جائزة و قابله بأحسن مقابلة، و جهّزه راجعا إلى المدينة الشّريفة على أحسن حال إلى الحجّاج، فبعد أن خرج الحسن من عنده قصده يحيى ابن أمّ الحكم، و اجتمع به فعاتبه الحسن على ما فعل و قال له: هذا وعدك الّذي وعدتني به؟ فقال له يحيى: إيها لك فو اللّه ما لويت عنك نفعا، و لا ادّخرت عنك جاهدا، و لو لا كلمتي هذه ما هابك، و لا قضى لك حاجتك فأعرف ذلك لي [2].
و روي: «أنّ الحسن بن الحسن خطب إلى عمّه الحسين إحدى ابنتيه فقال له:
يا بني أختر أيّهما أحبّ إليك، فاستحيى الحسن رضى اللّه عنه و لم يحر جوابا، فقال له الحسين (عليه السّلام): «فإنّي» قد اخترت لك ابنتي فاطمة، فهي أكثرهما شبها بأمّي فاطمة بنت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) فزوّجها منه» [3].
و حضر الحسن بن الحسن مع عمّه «الحسين» بطفّ كربلاء فلمّا قتل الحسين و اسر الباقون من أهله، و اسر من جملتهم الحسن بن الحسن فجاء أسماء بن خارجة فانتزع الحسن من بين الأسرى [4] و قال: و اللّه لا يوصل إلى ابن خولة أصلا [5].
[1] انظر، الإرشاد: 2/ 23 و 24 مع إختلاف في التّقديم، و التّأخير ببعض الألفاظ و زيادة تارة أخرى، و انظر مختصر تأريخ دمشق: 6/ 330، أنساب الأشراف: 3/ 73 ح 85 الخبر مختصرا، و كذا الذّهبي في سير أعلام النّبلاء: 4/ 485 و في هامش السّير نقله عن مصعب الزّبيري في نسب قريش: 46 و 47، تأريخ دمشق: 4/ 218، و نقله العلّامة المجلسي في البحار: 44/ 166، تنقيح المقال: