responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين    الجزء : 1  صفحة : 262

الثّالث من الأئمة الحسن بن الحسن بن عليّ (رضي اللّه عنهم)

و أمّا الحسن بن الحسن فكان جليلا مهيبا رئيسا فاضلا، ورعا، زاهدا، و كان يلي صدقات أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب «في وقته» بالمدينة.

حكي عنه أنّه كان يساير الحجّاج يوما بالمدينة، و الحجّاج إذ ذاك أمير المدينة، فقال له الحجّاج: «يا حسن أدخل معك عمّك‌ [1] في النّظر على صدقات أبيه؛ فإنّه عمّك، و بقية أهلك، فقال له الحسن: لا اغيّر شرطا اشترطه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، و لا ادخل في صدقاته من لم يدخله، فقال له الحجّاج: أنا «إذا» ادخله معك قهرا، فأمسك الحسن بن الحسن عنه.

ثمّ ما كان إلّا أن فارقه، و توجّه من المدينة إلى الشّام قاصدا عبد الملك بن مروان بالشام، فوقف ببابه يطلب الإذن عليه، فوافاه يحيى بن أمّ الحكم و هو بالباب فسلّم عليه، و سأله عن مقدمه، و ما جاء به، فأخبره بخبره مع الحجّاج فقال: أسبقك بالدخول على عبد الملك، ثمّ ادخل أنت فتكلّم، و أذكر قصّتك فسترى ما أفعل معك، و أنفعك به عنده إن شاء اللّه تعالى. فدخل يحيى بن أمّ الحكم، ثمّ دخل بعده الحسن بن الحسن، فلمّا جلس رحّب به عبد الملك و أحسن مساءلته، و كان الحسن قد أسرع إليه الشّيب، فقال له عبد الملك: لقد أسرع إليك الشّيب يا أبا محمّد، فبدر إليه ابن أمّ الحكم فقال: و ما يمنعه شيبه يا أمير المؤمنين؟ شيّبه أمانيّ أهل العراق يفد إليه الرّكب بعد الرّكب في كلّ سنة يمنونه الخلافة، فقال له الحسن: بئس و اللّه الرّفد رفدت، و ليس الأمر كما قلت، و لكنّنا أهل بيت يسرع إلينا الشّيب، و عبد الملك يسمع كلامهما، فأقبل عبد الملك على الحسن و قال: هلمّ حاجتك يا أبا عبد اللّه لا عليك، فأخبره بقول الحجّاج له، فقال عبد الملك: ليس ذلك له، و كتب له‌


[1] عمك لعله عبد اللّه بن جعفر و إلّا فالحسين عمّه مات قبل ولاية الحجاج المدينة بزمن طويل.

اسم الکتاب : الإتحاف بحب الأشراف المؤلف : الشبراوي، جمال الدين    الجزء : 1  صفحة : 262
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست