اسم الکتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة المؤلف : أبو الفتوح عبد الله التليدي الجزء : 1 صفحة : 74
و في ذلك من عظيم الفضل و الإكرام لهم ما يفوق الحصر، حيث إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل الصلاة عليهم مقرونة بالصلاة على حبيبه و رسوله (صلّى اللّه عليه و آله)، فليس من مصلّ يصلّي على هذا النبي العظيم إلّا كان عليه أن يشركهم في ذلك معه، و لأجل هذا الشرف العظيم و الإفضال و التكريم قال الإمام الشافعي فيهم:
يا أهل بيت رسول اللّه حبّكم* * * مناللّه في القرآن أنزله
يكفيكم من عظيم المجد أنّكم* * * من لم يصلّ عليكم فلا صلاة له [1]
و نفى صحّة صلاة من لم يصلّ عليهم [2]؛ لأنّه كان يرى وجوب الصلاة على النبي (صلّى اللّه عليه و آله) في كلّ صلاة، كما وافقه على ذلك جماعة من أهل العلم [3].
و المقصود: أنّ اللّه اختصّهم و أزواج النبي (صلّى اللّه عليه و آله) من بين سائر الناس بالصلاة عليهم مع حبيبه (صلّى اللّه عليه و آله)، و هو شرف لم ينله أحد من هذه الأمّة، و حسبهم بذلك شرفا و مجدا و فخرا!
يا أهل بيت رسول اللّه حبّكم* * * فرض من اللّه في القرآن أنزله
كفاكم من عظيم القدر أنّكم* * * من لم يصلّ عليكم لا صلاة له
كما نقله سبل الهدى 11: 11، و نظم درر السمطين: 18، و ينابيع المودة 3: 103.
[2]. و سمّاها النبي (صلّى اللّه عليه و آله) بالصلاة البتراء، كما تقدّم رواية ذلك عن ابن حجر في الصواعق.
[3]. قال ابن قدامة في شرح الكبير (1: 579): «و في وجوب الصلاة على النبي (صلّى اللّه عليه و آله) روايتان أصحّهما وجوبها، و هو قول الشافعي».
و قال الشربيني في الإقناع 1: 8 و في مغني المحتاج 1: 7: «و اختلف في وقت وجوب الصلاة على النبي (صلّى اللّه عليه و آله) على أقوال: أحدها: كلّ صلاة، و اختاره الشافعي في التشهّد الأخير منها، و الثانية:
في العمر مرّة، و الثالث: كلّما ذكر، و اختاره الحليمي من الشافعيّة، و الطحاوي من الحنفية، و اللخمي من المالكية، و ابن بطّة من الحنابلة، و الرابع: في كلّ مجلس، و الخامس: في أول كلّ دعاء و في وسطه و في آخره».
و نقل النووي في شرح مسلم: أنّ أحمد و الشافعي قالا بوجوبها، و لو تركت لم تصحّ الصلاة (شرح مسلم للنووي 4: 344).
اسم الکتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة المؤلف : أبو الفتوح عبد الله التليدي الجزء : 1 صفحة : 74