responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة المؤلف : أبو الفتوح عبد الله التليدي    الجزء : 1  صفحة : 154

- أوّلا: مخالفته لنصوص الكتاب كقوله تعالى: يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ‌ (النساء: 11) و قوله تعالى: وَ لِلنِّساءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوالِدانِ وَ الْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً (النساء: 7). و الآيات مطلقة في بيان قانون الإرث و الوارث، و اللفظ فيهما عامّ لا يجوز تخصيصه إلّا بدليل قاطع، و هذا الخبر من أخبار الآحاد لا يوجب علما.

ثانيا: أنّه مخالف لنصوص الكتاب الدالّة على حصول التوارث حتّى عند الأنبياء، كقوله تعالى:

فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا* يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (مريم: 5- 6) و قوله تعالى: وَ وَرِثَ سُلَيْمانُ داوُدَ (النمل: 16) و الآيات صريحة في وقوع التوارث.

و لو قيل: إنّه يرث النبوّة، فهو باطل من وجهين:

الاوّل: أنّه قال: يرثني و يرث من آل يعقوب، و ليس كل آل يعقوب من الأنبياء.

و الثاني: أنّه لو كان النبي (صلّى اللّه عليه و آله) يورّث النبوّة لأصبح كلّ بني آدم من الأنبياء، و لصارت الزهراء و ذرّيتها من الأنبياء على حدّ قولهم.

ثالثا: السيرة العمليّة لبعض الصحابة تكذّب هذا الحديث. فقد روى البخاري 1: 469 و غيره كالحاكم في المستدرك 3: 99 «أنّ عمر أرسل عبد اللّه بن عمر ليستأذن من عائشة أن يدفن مع صاحبه، فقالت عائشة: كنت أريده لنفسي ...» فكيف يطلب عمر الدفن هناك و المكان بحسب قولهم صدقة لعامّة المسلمين؟! و كيف تجعله عائشة لها، أو تهب منه للخليفة لكي يدفن فيه؟! مع أنّ زوجات النبي (صلّى اللّه عليه و آله) لا يرثن، و لم ترث واحدة منهنّ، إذ ما تركه النبي (صلّى اللّه عليه و آله) صدقة.

رابعا: أنّ هذا الحديث خالفه أعلم الصحابة و أفقههم و باب مدينة علم النبي (صلّى اللّه عليه و آله)، قولا و فعلا، و مطالبته مع الزهراء بفدك و العوالي و حقّهما من الإرث كاف في ذلك؛ لقول النبي (صلّى اللّه عليه و آله) «علي مع الحقّ و الحقّ مع علي، و لن يفترقا» تاريخ دمشق 42: 449، تاريخ بغداد 14: 322، البداية و النهاية 7: 398 عن أبي سعيد و أمّ سلمة. و لقوله (صلّى اللّه عليه و آله): «اللّهم أدر الحقّ معه حيث دار» مستدرك الحاكم 3: 135 و صحّحه، تاريخ دمشق 30: 63، مناقب الخوارزمي: 104. و لقوله (صلّى اللّه عليه و آله): «علي الفاروق بين الحقّ و الباطل» ميزان الاعتدال 1: 188، لسان الميزان 1: 469، مناقب الخوارزمي: 105، ينابيع المودّة 2: 234 و قال: «رواه صاحب الفردوس».

خامسا: كما أنّ هذا الحديث خالفته سيدة نساء العالمين و سيدة نساء أهل الجنة، و هي التي يرضى اللّه لرضاها و يغضب لغضبها، و المطهّرة بنصّ الكتاب، و معارضتها للحديث بقولها و فعلها مشهود.-

اسم الکتاب : الأنوار الباهرة بفضائل أهل بيت النبوة و الذرية الطاهرة المؤلف : أبو الفتوح عبد الله التليدي    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست