responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأصول المؤلف : النجم آبادي، الميرزا أبو الفضل    الجزء : 2  صفحة : 366

أنّ الظاهر من لفظ التبيين هو البيان العلمي، لا مثل جعل الاحتياط؛ إذ في إطلاق البيان عليه ما لا يخفى.

ثمّ إنّ الشيخ؛ جعل دلالة هذه الآية أضعف من السابقة نظرا إلى أنّ الخذلان و الإضلال إذا توقّف على البيان لا يلازم أن يكون العقاب على مخالفة الأحكام الجزئيّة الّتي ليس العقاب عليها مثل الخذلان‌ [1] أيضا متوقّفا على البيان إلّا أن يثبت ذلك بالفحوى‌ [2].

و لا بدّ أن يعلم أنّ ما اعترضه (قدّس سرّه) ثانيا موقوف على الالتزام بالتشكيك في حكم العقل، و هو قاعدة قبح العقاب بلا بيان، ثمّ لو جعلنا البيان شرطا لاستحقاق العقوبة، فيمكن تسليم ما أفاد من الالتزام بالمراتب في البيان، و أمّا لو جعلنا الجهل مانعا فلا يختلف، فتأمّل فيه؛ إذ لا فرق بين الأمرين بعد تسليم جريان التشكيك في حكم العقل، كما لا يخفى.

و منها قوله تعالى: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلى‌ طاعِمٍ يَطْعَمُهُ‌ [3] ... إلى آخره، هذه الآية واردة حين اعترض اليهود على نبيّنا (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) بأنّه كيف يأكل (صلّى اللّه عليه و آله و سلم) ما يرون في شريعتهم كونه حراما فلقّن اللّه تعالى نبيّه بأن يجيبهم و يجادلهم بوجه أحسن، و هو أنّه يقول (صلّى اللّه عليه و آله و سلم): أنا نبيّ و اوحي إليّ أحكام،


[1] المراد به العذاب الدنيوي و لكن لا يخفى أنّ بملاحظة ما ورد في شأن نزول الآية و تفسيرها، ليس المراد من الإضلال العذاب الدنيوي فقط بل هو أعمّ، فراجع! «منه (رحمه اللّه)».

[2] يمكن أن يقال: إنّه تعالى كان لا يبتليهم بالعذاب الدنيوي إلّا بعد البيان بمعنى الإعلام و تتميم الكشف بخلاف المخالفة الموجبة للاستحقاق من العقاب الاخروي ممّا كان فيه البيان منحصرا بما ذكر، بل كان يحوّلهم إلى حكم العقل بالاحتياط بما ذكر، فتأمّل «منه (رحمه اللّه)».

[3] الأنعام (6): 145.

اسم الکتاب : الأصول المؤلف : النجم آبادي، الميرزا أبو الفضل    الجزء : 2  صفحة : 366
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست