responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأزهر في ألف عام المؤلف : الخفاجي، محمد عبد المنعم    الجزء : 1  صفحة : 312

اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ، فكان ذلك صراعا بين الحق و الباطل، و بين الحجة و البرهان، و الجهل و الطغيان، و لم يقفوا عند التكذيب و الإنكار، بل تجاوزا ذلك إلى إيذائه و إيذاء من شرح اللّه صدورهم للإسلام، فقبلوا دعوته؛ و آمنوا برسالته. و فازوا بشرف السبق، و كلما بالغوا في الإيذاء، بالغ (صلى اللّه عليه و سلّم) في الصبر، و اجتهد في الدعوة، و كان (صلى اللّه عليه و سلّم) شديد الحرص، عظيم الاهتمام بكثرة الأعوان و الأنصار، ليتمكن بذلك من أداء مهمته، و تبليغ رسالته، فكان (عليه السلام) يتلقى من أقبلوا إلى مكة في موسم الحج، فيدعوهم إلى الإسلام، و يقرأ عليهم القرآن، فما أجابه أحد، و منهم من رد عليه ردا قبيحا، و قد اجتهد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) في مقابلة الوفود، و لم يصرفه إيذاء قريش عن دعوته، و لا الرد القبيح عن السعي في إدراك طلبته، فكان يقابل الوفود في كل موسم، ففي موسم التقى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) بجماعة من الخزرج، و لما عرض عليهم الإسلام قبلوه، فكان ذلك الاجتماع مقدمة النجح و وسيلة الفوز، فإنهم لما عادوا إلى أهلهم بالمدينة ذكروا لهم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم)، و الدين الذي يدعو إليه، فأسلم منهم كثيرون، و في موسم آخر حضر جمع من مسلمي المدينة و التقى بهم رسول اللّه و بايعوه، إن هاجر إليهم، على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم و أبناءهم، و بعد ذلك أمر (صلوات اللّه عليه)، أصحابه بالهجرة إلى المدينة و اللحوق بإخوانهم، و قال لهم: «إن اللّه قد جعل لكم إخوانا و دارا تأمنون بها» فخرجوا أرسالا، رجالا و نساء، إلا من حيل بينهم و بين الهجرة من المستضعفين، و لما رأت قريش أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) قد صارت له شيعة و أصحاب من غير بلدهم، و خرج أصحابه من المهاجرين إليهم، و عرفوا أنه قد أجمع لحربهم، ائتمروا على قتله قبل الهجرة حتى يأمنوا حربه. و لما علم رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلّم) ما أجمعت عليه قريش و عرف الليلة التي يريدون الفتك به في صبحها، توجه (صلوات اللّه عليه) إلى أبي بكر، و أخبره أن اللّه أذن له بالهجرة، فسأله الصحبة، فأجابه إليها، و اتعد على الهجرة في تلك الليلة، و قد أمر النبي (صلوات اللّه عليه) علي بن ابي طالب أن ينام مكانه في تلك الليلة و يتسجى ببرده لئلا يرتاب أحد في وجوده، و أصبحت فتيان قريش ينتظرون‌

اسم الکتاب : الأزهر في ألف عام المؤلف : الخفاجي، محمد عبد المنعم    الجزء : 1  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست