responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأزهر في ألف عام المؤلف : الخفاجي، محمد عبد المنعم    الجزء : 1  صفحة : 311

و محافظة عليها المترفون، لأنهم يعتقدون أن في الدين زوالا لهيبتهم و ذهابا لعظمتهم، قال تعالى: وَ كَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى‌ أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلى‌ آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ‌، و قد أرسل اللّه تعالى محمدا (صلى اللّه عليه و سلّم) إلى الناس كافة بدينه الذي ارتضاه لخلقه، و اختاره لعباده، من يوم مبعثه إلى أن يرث اللّه الأرض و من عليها، فكان موقف أمته منه موقف الأمم السابقة من رسلها، و لم تستحدث الأيام خلقا، و لا حالت من الزمن العهود.

بدأ محمد (صلى اللّه عليه و سلّم)، بدعوة العرب، و كانوا وقتئذ أقل الناس حظا و أشقاهم عيشا، و أبينهم ضلالة، بأسهم بينهم شديد، يقتتلون لأقل الأمور و أحقر الأسباب، و كانوا متفرقين لا تجمعهم وحدة، و لا يشملهم نظام، و كان يجاور العرب دولتان عظيمتان: دولة الفرس، و دولة الروم الشرقية، استولت كل واحدة منهما على ما جاورها من بلاد العرب، و جعلت عليه حاكما من العرب، يعمل لها و ينفذ إرادتها، و يرعى مصالحها، و بهذا الوضع كان العرب محصورين في جزيرتهم، قانعين بما فيها من مفاوز و صحراوات.

دعاهم (صلى اللّه عليه و سلّم) إلى خير الأمور، و أفضل الأعمال: دعاهم إلى عبادة اللّه وحده، و ترك عبادة الأصنام، لأنها لا تضر و لا تنفع، و لا تعطي و لا تمنع، و لا تدفع عن نفسها أذاة، و لا تميط قذاة، و لا تخلق حصاة، و مع ظهور الحجة و وضوح البرهان، و تنبيههم للحق في كثير من الآيات، قال تعالى:

يا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ، إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُباباً وَ لَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ، وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ، ضَعُفَ الطَّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ‌ إلى غير ذلك من الأمثال التي صرفها اللّه تعالى في كتابه، و مع كل ذلك لم يؤمنوا به، بل كذبوه أشد تكذيب و بالغوا في الإنكار، و قالوا: إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى‌ أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلى‌ آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ‌.

و من جهلهم زعموا أن دعوة النبي (صلى اللّه عليه و سلّم) الناس إلى عبادة اللّه، و ترك عبادة الأصنام، لم تكن إلا لأنه (صلوات اللّه عليه) يكره الأصنام، و يريد الانتقام منها، لأن بعضها اعتراه بسوء، و ألحق به ضررا، فقالوا: إِنْ نَقُولُ إِلَّا

اسم الکتاب : الأزهر في ألف عام المؤلف : الخفاجي، محمد عبد المنعم    الجزء : 1  صفحة : 311
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست