responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأزهر في ألف عام المؤلف : الخفاجي، محمد عبد المنعم    الجزء : 1  صفحة : 230

لما صغى الباشا للكلام هم بضرب الشيخ بالحسام قال له الجند فدع جذب الحسام فإن هذا شيخ الإسلام الإمام‌

و انحاز الجند للشيخ، فأرسل الباشا نبأ هذه الواقعة إلى السلطان فأنعم عليه بعتقه مع تبليغ الشكر إلى الشيخ. و سعى الباشا بعد ذلك إلى الشيخ و استرضاه و قبل رجله، و لم يقبل الشيخ منه مالا و لا هدية، و لكنه أصبح من ذلك الحين لا يرد للشيخ رأيا و لا شفاعة [1].

و المهم في هذه الرواية هو نعت الشيخ ابن عبد الحق «بشيخ الإسلام الإمام»، فإنا نعرف أن لقب شيخ الاسلام كان يطلق قبل الفتح العثماني على «قاضي القضاة» الشافعي، و قد كان آخر من لقب بهذا اللقب من المصريين قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن عبد العزيز بن علي المتوفى سنة 949 [2]، فلما ألغى الترك نظام القضاء المصري، و أقاموا في رياسة القضاء قاضيا تركيا، كان هذا اللقب يطلق فيما بعد على أكابر العلماء الذين يصلون إلى مرتبة الزعامة العلمية أو على شيوخ الجامع الأزهر و الأغلب أن يطلق على هؤلاء الشيوخ.

فهل كان ابن عبد الحق شيخا للجامع الأزهر؟ لقد جاء في ترجمته أنه كان واعظا بالجامع الأزهر. و قال معاصره الإمام الشعراني عنه ما يأتي:

«لم نر أحدا من الوعاظ أقبل عليه الخلائق مثله. كان إذا نزل من فوق الكرسي، يقتتل الناس عليه، و كان متفننا في العلوم الشرعية، و له الباع الطويل في معرفة مذاهب المجتهدين. و كان من رؤوس أهل السنة و الجماعة، و كان قد اشتهر في أقطار الأرض كالشام و الحجاز و اليمن و الروم، و صاروا يضربون به المثل، و أذعن له علماء مصر الخاص منهم و العام»، ثم قال: «و لما مات أظلمت مصر لموته و انهدم ركن عظيم من‌


[1] هذه القصيدة بأكملها في المخطوط المشار إليه ورقة 150 و 151 عنوان (واقعة ابن عبد الحق مع داود باشا).

[2] الكواكب السائرة في أعيان المائة العاشرة (المخطوط) ج 2. ص 182.

اسم الکتاب : الأزهر في ألف عام المؤلف : الخفاجي، محمد عبد المنعم    الجزء : 1  صفحة : 230
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست