اسم الکتاب : الاجتهاد و التقليد (هداية الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار) المؤلف : الكركي، الشيخ الحسين بن شهاب الدين الجزء : 1 صفحة : 306
(الباب الثامن)
في نبذة من غفلات المتأخرين و غيرهم، يعلم به أن من اعتمد على عقله في أمور الدين كان إلى الخطأ أقرب منه إلى الصواب.
اعلم: إنه لما وقعت الغيبة الكبرى و زال معظم التقية، اختلطت الخاصة بالعامة و تكلموا معهم في الاصول و الفروع [1] و طالعوا كتبهم و سلكوا طريق البحث و الجدل و لم يكونوا يعملون إلا بالحديث كما قدمنا، لكن لما كانت الصحبة تؤثر أحيانا حصل لبعضهم الغفلة في بعض المسائل.
فمنهم من تنبه و رجع، و منهم من بقي على غفلته؛ فمن هؤلاء «ابن الجنيد» كان يعمل بالقياس ثم رجع عنه، ( «و الشيخ الطوسي»- ره- كان يؤول الوعيد ثم رجع عنه) [2].
«و السيد المرتضى» أنكر وجود عالم الذر، و أفتى بطهارة الصقيل- كالسيف- من النجاسة بمسحها و قال الشيخ الطوسي: و لست أعرف له أثرا.
فاذا كان هؤلاء الاجلاء مع قرب عهدهم بزمان الايمة (ع)، و وجود الاصول كلها عندهم، و تواتر أكثر الاخبار في زمانهم، و كونهم لا يجوزون إثبات حكم شرعي بغير النص، كما صرحوا به من ابطال «القياس و الاجتهاد» في إثبات نفس أحكامه تعالى، عرضت لهم هذه الغفلة في أمور كادت أن تكون من ضروريات الدين، فضلا عن ضروريات المذهب،