ويتجلى لنا ذلك إذا نظرنا إلى حال الناس اليوم في بقاع الأرض المختلفة، حيث نرى منهم حتى الآن من يعتنق أدياناً ضرورية البطلان ظاهرة البشاعة، كعبادة الأوثان، ونسبة الإدراك والحول والقوة له، مع أنها جمادات حادثة مصنوعة قطع، كما قال عزّ من قائل: ((إنَّ الَّذِينَ تَدعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أمثَالُكُم فَادعُوهُم فَليَستَجِيبُوا لَكُم إن كُنتُم صَادِقِينَ* ألَهُم أرجُلٌ يَمشُونَ بِهَا أم لَهُم أيدٍ يَبطِشُونَ بِهَا أم لَهُم أعيُنٌ يُبصِرُونَ بِهَا أم لَهُم آذَانٌ يَسمَعُونَ بِهَا قُل ادعُوا شُرَكَاءَكُم ثُمَّ كِيدُونِي فَلاَ تُنظِرُون))[1].
وترى هؤلاء يتمسكون بعقائدهم ويجرون عليه، ويدافعون عنه، ويتعصبون له، غافلين أو متغافلين عن واقعها المزري الشنيع.
وقد حدثنا بعض المؤمنين الثقات ـ والعهدة عليه ـ قال: ذهبنا قبل مدة إلى اليابان موفدين من قبل الدولة في زيارة رسمية، وقد صحبنا هناك مضيف رسمي من قبل الحكومة اليابانية من أجل إطلاعنا على معالم البلد. وفي بعض الأيام بينما نحن في الشارع أواخر النهار قرب المغيب إذ انقطع السير وتوقفت السيارات، من أجل فسح المجال للإله المعبود عندهم. فمرّ علينا شابان وشابتان يحملون (مصطبة) عليها تمثال إنسان ضخم. فسألت المضيف عن ذلك. فقال: هذا المعبود يضيق صدره وينحبس طبعه في هذا الوقت حيث يقرب مغيب الشمس ونشرف على الظلام، فيتنقل به في