أهل الحديث والمؤرخون عن النخبة الصالحة من صحابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) ومن بعدهم من المؤمنين جيلاً بعد جيل، حيث جاهدوا في سبيل الدعوة بتصميم وإصرار وتحملوا في سبيلها القتل والسجن والتشريد وصنوف البلاء... وهكذا استمرت الدعوة إلى يومنا هذ، وما زالت في قوة وظهور وعلوّ وانتشار، محفوفة بالمحن والمآسي والمتاعب والمصائب.
هذا ما تيسر لنا ذكره من شواهد نبوة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التي تعرف العاقل المتدبر بصدقه وواقعيته، وتحمله على الإيمان به والإذعان له. وفي مجموعه، بل في كل منها بلاغ للمتبصر المنصف والناقد غير المتعسف.
وهي توضح ما سبق عن الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي (عليه السلام) في حديثه مع ابن السكيت من أن الحجة بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على صدقه هو العقل الذي يعرف به الصادق من الكاذب.