من شواهد صدق النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في دعوى النبوة: ما صدر من البشارة به من الله تعالى على لسان أنبيائه السابقين (صلوات الله عليهم)، وفي كتبه المنزلة عليهم، وذكر زمان بعثته ومحل ظهوره وهجرته، وما يحيط بذلك من دلائل وعلامات بلغ بها الأنبياء أممهم، وحملها علماء أهل الكتاب عنهم.
وقد ذكر أهل الحديث والمؤرخون كثيراً منه. مثل حديث تبّع مع الأوس والخزرج حين أوصاهم بالبقاء في المدينة إلى حين ظهور النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)[1]، وقصة سيف بن ذي يزن حين بشر جده عبد المطلب به، وذكر له ما يؤول إليه أمره [2]، وقصة بحيرا الراهب حين حدث عمه أبا طالب بشأنه حين سافر به وهو صبي إلى الشام [3]، وحديث يوسف اليهودي بمكة المكرمة حين رأى النجوم تقذف، وسأل قريشاً عن مولود جديد فيهم، فأخبروه بولادة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فطلب رؤيته، ولما رآه أعلمهم