responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اصول البحث المؤلف : الفضلي، الشيخ عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 207

امرءا مسلما مات من بعد هذا أسفا، ما كان به ملوما، بل كان به جديرا.

فيا عجبا، عجبا، و اللّه، يميت القلب، و يجلب الهم، من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم، و تفرقكم على حقكم.

فقبحا لكم و ترحا، حين صرتم غرضا يرمى، يغار عليكم و لا تغيرون، و تغزون و لا تغزون، و يعصى اللّه و ترضون.

فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الصيف قلتم: هذه حمّارة القيظ، أمهلنا يسبّخ عنا الحر، و إذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم: هذه صبّارة القر، أمهلنا ينسلخ عنا البرد، كل هذا فرارا من الحر و القر، فإذا كنتم من الحر و القر تفرّون، فأنتم و اللّه من السيف أفر.

يا أشباه الرجال، و لا رجال، حلوم الأطفال، و عقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم، و لم أعرفكم معرفة و اللّه جرت ندما، و أعقبت سدما، قاتلكم اللّه، لقد ملأتم قلبي قيحا، و شحنتم صدري غيظا، و جرعتموني نغب التهمام أنفاسا، و أفسدتم عليّ رأيي بالعصيان و الخذلان حتى قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع، و لكن لا علم له بالحرب.

للّه أبوهم؟؟؟، و هل أحد منهم أشد لها مراسا، و أقدم فيها مقاما مني، لقد نهضت فيها و ما بلغت العشرين، و ها أنا ذا قد ذرّفت على الستين، و لكن لا رأي لمن لا يطاع» .

إن من يقرأ هذه الخطبة الشريفة قراءة نقدية سيخلص إلى أن الإمام (ع) قد اعتمد في أسلوبها على العناصر التالية:

1- انتقاء المفردات انتقاء يتناسب و موضوع الخطابة و يلتقي و جوّ الخطبة.

2- قوة التعبير المعرب عن مدى التأثر و التأثير.

3- استخدام الصيغ الإنشائية كالتعجب و الإستفهام استخداما يضع‌

اسم الکتاب : اصول البحث المؤلف : الفضلي، الشيخ عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست