الانسان هذه الفترة الطويلة؟.

و لكي نطرح الجواب بصورة يسهل فهمها للجميع نقول: قد اثبت العلم الحديث امكانية طول عمر الانسان، فقال العلماء الموثوق بعلمهم: ان جلّ الانسجة الرئيسية من جسم الحيوان تقبل البقاء الى ما لا نهاية له، و انه في الامكان ان يبقى الانسان حيا الوفا من السنين اذا لم تعرض عليه عوارض تصرم حبل حياته، و قولهم هذا ليس مجرد ظن، بل هو نتيجة علمية مؤيدة بالامتحان‌ [1] فقد تمكّن احد الجراحين من قطع جزء من حيوان و ابقائه حيا أكثر من السنين التي يحياها ذلك الحيوان عادة، اي صارت حياة ذلك الجزء مرتبطة بالغذاء الذي يقدم لها بعد السنين التي يحياها، فصار في الامكان ان يعيش الى الابد مادام الغذاء اللازم موفورا له.

و الدكتور الكسيس كاريل، قد امتحن ذلك في قطعة من جنين الدجاج فبقيت تلك القطعة حية نامية اكثر من ثمان سنوات، و قد امتحن هو و غيره قطعا من اعضاء جسم الانسان-من اعضائه و قلبه و جلده و كليته-فكانت تبقي حية نامية مادام الغذاء اللازم موفورا لها [2] .

هذا من الناحية العلميّة، و أما من الناحية الدينية: فلو أخذنا بنظر الاعتبار ارادة اللّه سبحانه على ابقاء احد حيا لمدة طويلة، فلا غرابة في الموضوع، فان اللّه قادر على ان يديم حياة انسان لمدة طويلة جدا، و من ينكر حياة المهدي عليه السلام من هذه الناحية فهو منكر لقدرة اللّه.

[1] تفسير الجواهر الجزء 24 ص 179، عن مجلة كل شي‌ء.

[2] للتوسع في هذا البحث انظر كتاب الامام المهدي ص 37، و مجلة المقتطف العدد 13 السنة 59، و مجلة الهلال ج 5 السنة 38، و يوم الخلاص ص 151 و غيرها.