responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 82

ثلاثة أيام فخرج الرجل مبادرا حتى صار الى شاطئ البحر فوجد مركبا صغيرا فجلس فيه فقال له الملّاحون- و كان في المركب ثلاثة نفر- أين تريد؟.

فلم يخبرهم فلما ألحوا عليه عرّفهم الموضع الذي يريده فجعلوا يتضاحكون به و صاحب السكان من بينهم يهزأ منه و يقول كيف تبلغ مسيرة ثلاثة أشهر في يوم واحد.

فاغتم و أوقع اللّه عليه السبات فانتبه و هو على باب المدينة فخرج من المركب فلما دنا من باب المدينة وجد المسيح (عليه السّلام) يطلع من السور فكلّمه و سأله من خبره فقال له الرجل أرى انّك كنت صاحب السكان في المركب ثم دخل الى المدينة و صار الى الملك فزجره و وعظه فأتاه ابليس فأغراه به فأخذوه و أدخلوه الى المجلس الذي يسمنون فيه فلما رآه صاحبه وثب إليه فسأله عن خبره فأمره بالخروج فقال له أين أخرج و انما أردت إذا خرجت أن أصير إليك. فقال: تنتظرني على باب المدينة.

فخرج و الحرس جلاس فلم يره منهم أحد.

و أغرى ابليس بالرجل و قال لهم هذا و أمثاله آفة الملوك و الوجه أن يعذّب حتى يرتدع به غيره و أشار أن يرجم بالحجارة و يسحب على الحصباء لوجهه و ساير جسده حتى يترضض فيألم جسده، ففعل به ذلك و غلظ عليه الأمر، فشكا الى اللّه عز و جل و قال يا ربّ ان كان أجلي قد قرب فاقبضني إليك و إلّا ففرّج عني فلم يبق فيّ موضع للصبر فأوحى اللّه إليه أن لك عندي منزلة لم تبلغها إلّا بالصبر على أغلظ المحن و قد فرّجت عنك و أمرت كلّ ما في المدينة بطاعتك فاخرج فخرج الى صنم لهم من حجارة فأمره أن ينبعث من سائره الماء فنبع الماء من عينيه و أنفه و أذنه و فمه و ساير أعضائه فغرق خلق من أهل المدينة، و علم الباقون السبب في غرقهم فصاروا إليه خاضعين طالبين، و آمنوا و نزلوا على حكمه و اتبعوه فأمر الصنم ان يبتلع الماء فابتلعه و بقي من مات بذلك العذاب مطروحا فأحياهم باذن اللّه جميعا فآمن به جميع أهل المدينة.

و كان المسيح (صلّى اللّه عليه) يبشّر الحواريين بالنبيّ محمّد (صلّى اللّه عليه و آله) فيقولون هو منّا و نحن شيعته فكان في الانجيل لا يلي أمر الامّة رجل و فيهم من هو أعلم منه إلّا كان أمرهم إلى سفال.

اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست