فودّعه و خرج فقال له الربيع: فأمر بقبض المال لا حاجة لي فيه اصرفها حيث شئت.
فقال: اذن تغضبه.
فأمر بقبض الدراهم ثم وجّه بها الى منزل الربيع فخرج.
و روي انّه لما خرج من عنده نزل الحيرة فبينما هو فيها إذ أتاه الربيع فقال له: أجب امير المؤمنين.
فركب إليه و قد كان وجد في الصحراء صورة عجيبة الخلق لم يعرفها أحد ذكر من وجدها انّه رآها و قد سقطت مع المطر. فلما دخل إليه قال له: يا أبا عبد اللّه أخبرني عن الهواء أي شيء فيه؟
فقال له: بحر مكفوف.
فقال له: فله سكّان؟
قال: نعم.
قال: و ما سكّانه؟
قال: خلق اللّه أبدانهم أبدان الحيتان و رءوسهم رءوس الطير و لهم أجنحة كأجنحة الطير من ألوان شتى أشدّ بياضا من الفضة.
فدعا المنصور بالطشت فاذا ذلك الخلق فيه لا يزيد و لا ينقص.
فاذن له فانصرف ثم قال للربيع: هذا الشجا المعترض في حلقي من أعلم الناس في زمانه.
و روي عن عبد الأعلى بن علي بن أعين و عبيدة بن بشير قالا: قال أبو عبد اللّه (عليه السّلام) ابتداء منه: و اللّه اني لأعلم ما في السماء و ما في الأرض و ما في الجنّة و ما في النار و ما