responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 149

أيها الناس أن أوّل قتيل بغى على وجه الأرض عناق بنت آدم خلق اللّه لها عشرين اصبعا لكلّ اصبع فيها ظفران كالمنجلين الطويلين من حديد و كان مجلسها على جريب من الأرض فبغت في الأرض ثمانين سنة فلما أراد اللّه هلاكها خلق لها أسدا مثل الفيل و ذئبا مثل الحمار الكبير و نسرا مثل البعير فسلّطهم عليها فمزقوها فقتلوها و أكلوها ثم قتل اللّه الجبابرة في زمانها، و قد اهلك اللّه فرعون و هامان و خسف بقارون و قد قتل عثمان و كان لي حق حازه من لم آمنه عليه و لم اشركه فيه فهو منه على شفا حفرة من النار لا يستنفذه منها إلّا نبي مرسل يتوب على يديه و لا نبي بعد محمّد (صلّى اللّه عليه و آله).

ثم قال: أيها الناس! الدّنيا دار حق و باطل و لكل أهل. ألا و لئن غلب الباطل فقديما كان، و لئن قلّ الحق و ضعف صاحبه فليس بما عاد، و لئن رد عليكم أمركم انّكم لسعداء و لقد خشيت أن تكونوا في فترة من الزمن اما اني لو أشاء أن أقول لقلت سبق الرجلان و قام الثالث كالغراب همّته بطنه، يا ويحه لو قص جناحه و قطع رأسه كان خيرا له، شغل عن الجنّة و النار امامه.

ثم قال بعد كلام طويل في هذه الخطبة:

ان اللّه جل و علا أدّب هذه الامّة بالسيف و السوط فاستتروا ببيوتكم و أصلحوا ذات بينكم فان التوبة من ورائكم، من أبدى صفحته للحق هلك، ألا و ان كلّ قطيعة أقطعها عثمان- أو قال أعطاه- من مال اللّه فهو مردود على بيت مال المسلمين فان الحقّ قديم لا يبطله شي‌ء و لو وجدته تفرّق في البلدان لرددته فان في الحق سعة، و من ضاق عنه الحق فالجور عنه أضيق، أقول قولي هذا و استغفر اللّه لي و لكم.

ثم استأذنه طلحة و الزبير في الخروج الى مكّة و كانا أوّل من بايعه و مدا يده و صفقا عليها و مسحاها فاذن لهما و حذّرهما النكث و الغدر و جدّد عليهما بيعته و ذكّرهما ما سمعاه من قول رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) لهما و له بحضرتهما: انّك تقاتل بعدي الناكثين و القاسطين و المارقين.

و قد روي في قتالهم ما جاءت به الأخبار عن رسول اللّه (صلّى اللّه عليه و آله) رواه الخاص و العام و لا يدفع ذلك إلّا معاند، فخرجا الى مكّة فألّبا عليه الناس و أخرجا عائشة الى البصرة و قد

اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 149
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست