responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 129

من عترته في فترات الدهور حتى قبله (تارخ) أطهر الأجسام و أشرف الأجرام و نقلته منه الى «إبراهيم» فأسعدت بذلك جدّه، و أعظمت به مجده و قدّسته في الأصفياء و سمّيته دون رسلك خليلا، ثم خصصت به اسماعيل دون ولد إبراهيم فأنطقت لسانه بالعربية التي فضّلتها على ساير اللغات فلم تزل تنقله من أب الى أب حتى قبله (كنانة) عن «مدركه» فأخذت له مجامع الكرامة، و مواطن السلامة، و أحللت له البلدة التي قضيت فيها مخرجه فسبحانك لا إله إلّا أنت أي صلب أسكنته فيه و لم ترفع ذكره، و أي نبيّ بشّر به فلم يتقدّم في الأسماء اسمه، و أي ساحة من الأرض سلكت به لم يظهر بها قدسه، حتى الكعبة التي جعلت منها مخرجه، غرست أساسها بياقوتة من جنّات عدن، و أمرت الملكين المطهرين جبرئيل و ميكائيل فتوسطا بها أرضك و سمّيتها بيتك، و اتخذتها معبدا لنبيّك و حرّمت وحشها و شجرها، و قدّست حجرها، و مدرها و جعلتها مسلكا لوحيك و منسكا لخلقك و مأمنا للمأكولات و حجابا للآكلات العاديات، تحرم على أنفسها أذعار من أجرت ثم أذنت للنضر في قبوله و ايداعه (مالكا) ثم من بعد مالك «فهرا» ثم اختصصت من ولد فهر «غالبا» و جعلت كلّ من تنقله إليه أمينا لحرمك، حتى اذا قبله لؤي بن غالب آن له حركة تقديس فلم تودعه من بعده صلبا إلّا جللته نورا تأنس به الأبصار و تطمئن إليه القلوب، فانا يا الهي و سيدي و مولاي المقرّ لك بأنّك الفرد الذي لا ينازع و لا يغالب و لا يجادل، سبحانك سبحانك لا إله إلّا أنت ما لعقل مولود، و فهم معقود، مدحو من ظهر، مزيج بمحيض لحم و علق درء الى فضالة الحيض، و علالات الطعم، شاركته الأسقام و التحفت عليه الآلام، لا يمتنع من قيل و لا يقدر على فعل، ضعيف التركيب و البنية، ما له و الاقتحام على قدرتك. و الهجوم على إرادتك، و تفتش ما لا يعلمه غيرك سبحانك أيّ عين تصب نورك، و ترقى الى ضياء قدرتك، و أي فهم يفهم ما دون ذلك الا بصائر كشفت عنها الأغطية، و هتكت عنها الحجب العمية و فرّقت أرواحها الى أطراف أجنحة الأرواح فتأملوا أنوار بهائك و نظروا من مرتقى التربة الى مستوى كبريائك فسمّاهم أهل الملكوت زوارا دعاهم أهل الجبروت أغمارا فسبحانك يا من ليس في البحار قطرات، و لا في متون الأرض جنّات و لا في رتاج الرياح حركات و لا في قلوب العباد خطرات، و لا في‌

اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست