responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 128

تناهت به قدرتك و تمّت فيه مشيتك دعاك بما أكننت فيه فأجبته إجابة القبول، فلما أذنت اللّهم في انتقال محمّد (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم) من صلب آدم ألفت بينه و بين زوج خلقتها له سكنا و وصلت لهما به سببا.

فنقلته من بينهما الى (شيث) اختيارا له بعلمك، فأي بشر كان اختصاصه برسالتك، ثم نقلته الى (انوش) فكان خلف أبيه في قبول كرامتك، و احتمال رسالتك، ثم قدّرت نقل النور الى (قينان) و ألحقته في الحظوة بالسابقين، و في المنحة بالباقين، ثم جعلت (مهلائيل) رابع اجرامه قدرة تودعها من خلقك في من تضرب لهم بسهم النبوّة، و شرف الابوّة حتى تناهى تدبيرك الى (اخنوخ) فكان أوّل من جعلت من الأجرام ناقلا الرسالة و حاملا لأعباء النبوّة، فتعاليت يا ربّ، لقد لطف علمك و جلّت قدرتك عن التفسير إلّا بما دعوت إليه من الإقرار بربوبيتك، و اشهد ان الأعين لا تدركك، و الأوهام لا تلحقك، و العقول لا تصفك، و المكان لا يسعك و كيف يسع المكان من خلقه و كان قبله أم كيف تدركه الأوهام و لا نهاية له و لا غاية و كيف يكون له نهاية و غاية، و هو الذي ابتدأ الغايات و النهايات أم كيف تدركه العقول و لم يجعل لها سبيلا الى إدراكه، و كيف يكون لها سبيل الى إدراكه و قد لطف بربوبيته عن المحاسة و المجاسة، و كيف لا يلطف عنهما من لا ينتقل عن حال الى حال، و قد جعل الانتقال نقصا و زوالا، فسبحانك ملأت كلّ شي‌ء و باينت كلّ شي‌ء فأنت الذي لا يفقدك شي‌ء و أنت الفعّال لما تشاء، تبارك يا من كلّ مدرك من خلقه، و كلّ محدود من صنعه أنت الذي لا يستغني عنك المكان و الزمان و لا نعرفك إلّا بانفرادك بالوحدانية و القدرة، و سبحانك ما أبين اصطفاءك (لإدريس) على سائر خلقك من العالمين لقد جعلت له دليلا من كتابك إذ سمّيته صدّيقا نبيّا، و رفعته مكانا عليّا، و أنعمت عليه نعمة حرمتها على خلقك، إلّا من نقلت إليه نور الهاشميين و جعلته أوّل منذر من أنبيائك ثم أذنت في انتقال نور محمّد (صلّى اللّه عليه و آله) من القابلين له (متوشلخ) و (لمك) المفيضين به الى نوح فأي آلائك يا ربّ لم توله، و أي خواص كرامتك لم تعطه، ثم أذنت في ايداعه (سام) دون (حام) و (يافث) فضربت لهما بسهم في الذلّة، و جعلت ما أخرجت بينهما لنسل سام خولا، ثم تتابع عليه القابلون من حامل الى حامل و مودّع الى مستودع‌

اسم الکتاب : اثبات الوصية المؤلف : المسعودي، علي بن الحسين    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست