وصببت علَيّ سلاحي وخرجت اُريد القتال ، حتّى انتهيت إلى ذلك الموضع ، فنادانيِ من خلفي : يا حسن ! إرجع فإنّ القاتل والمقتول في النار . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : صدقت ، أتدري من ذلك المنادي ؟ قال : لا . قال : ذاك أخوك إبليس ، وصدقك أنّ القاتل والمقتول منهم في النار » [1] . وهذا الحديث - وإن كانت أمارات الوضع لائحة عليه ، لأنّ من المحال أنْ يمنع إبليس الحسن من أن يخرج إلى قتال الأمير الذي هو كفر بزعم الشيعة - يكذّب دعوى أبان تشيّع الحسن للأمير ، وإلاّ لزم القول بجواز الجمع بين التشيّع والاُخوّة لإبليس ، إلى غير ذلك من المفاسد . أقول : أوّلاً : كيف يجترىء هذا الرجل على تكذيب أبان ووصفه بالافتراء ، وهو يستلزم تكذيب شيخه وإمامه الأعظم أبا حنيفة كما عرفت ؟ وثانياً : أيّ تناقض بين كلام أبان ورواية الإحتجاج ؟ وهل ادّعى أبان كون الحسن البصري من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام في زمان حكومته وحروبه ؟ لقد قال أبان : « والحسن يومئذ من شيعة علي بن أبي طالب » ولا ريب أنّ الحسن كان يتظاهر بالتشيّع في تلك الأيّام الّتي التقى بها أبان ، ولم يكن الحسن كذلك وحده ، بل أمثاله - الذين كانوا يتظاهرون بالتشيّع وهم في الباطن منافقون - كثيرون . . وثالثاً : إنّ إبليس قد يدعو في بعض الأحيان إلى أفعال الخير ، وهذا ما ينصُّ عليه كبار علماء أهل السنّة في مختلف الموارد ، فقد ذكر الشيخ