responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : استخراج المرام من استقصاء الإفحام المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 436


وصببت علَيّ سلاحي وخرجت اُريد القتال ، حتّى انتهيت إلى ذلك الموضع ، فنادانيِ من خلفي : يا حسن ! إرجع فإنّ القاتل والمقتول في النار .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : صدقت ، أتدري من ذلك المنادي ؟
قال : لا .
قال : ذاك أخوك إبليس ، وصدقك أنّ القاتل والمقتول منهم في النار » [1] .
وهذا الحديث - وإن كانت أمارات الوضع لائحة عليه ، لأنّ من المحال أنْ يمنع إبليس الحسن من أن يخرج إلى قتال الأمير الذي هو كفر بزعم الشيعة - يكذّب دعوى أبان تشيّع الحسن للأمير ، وإلاّ لزم القول بجواز الجمع بين التشيّع والاُخوّة لإبليس ، إلى غير ذلك من المفاسد .
أقول :
أوّلاً : كيف يجترىء هذا الرجل على تكذيب أبان ووصفه بالافتراء ، وهو يستلزم تكذيب شيخه وإمامه الأعظم أبا حنيفة كما عرفت ؟
وثانياً : أيّ تناقض بين كلام أبان ورواية الإحتجاج ؟ وهل ادّعى أبان كون الحسن البصري من شيعة أمير المؤمنين عليه السلام في زمان حكومته وحروبه ؟ لقد قال أبان : « والحسن يومئذ من شيعة علي بن أبي طالب » ولا ريب أنّ الحسن كان يتظاهر بالتشيّع في تلك الأيّام الّتي التقى بها أبان ، ولم يكن الحسن كذلك وحده ، بل أمثاله - الذين كانوا يتظاهرون بالتشيّع وهم في الباطن منافقون - كثيرون . .
وثالثاً : إنّ إبليس قد يدعو في بعض الأحيان إلى أفعال الخير ، وهذا ما ينصُّ عليه كبار علماء أهل السنّة في مختلف الموارد ، فقد ذكر الشيخ



[1] الاحتجاج على أهل اللجاج 1 : 402 - 403 .

اسم الکتاب : استخراج المرام من استقصاء الإفحام المؤلف : الحسيني الميلاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 436
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست