وعلى كل حال هذه النصوص تدل على انه عليه السلام أباح لهم ما في معسكرهم من الأموال ، كما ان ظاهر الإطلاقات المتقدمة هو عدم الجوار ، ولكن هذه الأخبار مقدّمة لاشتمالها على التفصيل والتبيين . ولكن روايات أخر تدلّ على أنه عليه السلام ردّ إليهم أموالهم التي كانت بالمعسكر كقوله في رواية حفص « ولم يأخذ من متاعهم شيئا » [1] إذ ظاهره أنه لم يأخذ مما حواه العسكر من متاعهم شيئا ، إذ المتاع هو ما يتمتع به دون الأموال ، يعني لم يتعرض لما عندهم في المعسكر ممّا يتمتّعون من المأكول والمشروب والأثاث . وفي رواية مروان : « ردّ على الناس أموالهم من أقام بيّنة أعطاه ومن لم يقم بيّنة أحلفه » [2] ، كرواية زيد بن وهب : « يا قنبر من عرف شيئا فليأخذه » [3] وكقوله عليه السلام : « من اعترف شيئا فليأخذه » [4] وقوله عليه السلام لعمران « لا نقبض أموالكم إلَّا لنحفظها عليكم » [5] ، وفي رواية عرفجة : « فمن كان يعرف شيئا أخذه حتى بقيت قدر » [6] ، إذ ظاهرها انه عليه السلام ردّ عليهم أموالهم بالبيّنة أو الحلف ، وأظهر من هذه كلها التعليل في رواية عبد اللَّه بن سليمان : « ان عليا قتل أهل البصرة وترك أموالهم وقال : ان دار الشرك
[1] الحديث الثاني . [2] الحديث الرابع والخمسون . [3] الحديث السابع والستون . [4] الحديث الرابع والسبعون . [5] الحديث الخامس والسبعون . [6] الحديث الثالث والخمسون .