من الكثرة مقدار ما يثقلها ويؤذيها ويهيجها إلى دفعه بسرعة . وما كان من الدقيق لم يستقصن طحنه ولم ينقى من نخالته ، فكلما نراه خارجا لا ينحل في الماء ، كذلك حاله في المعدة لأنه لا يبتل بسرعة لكنه يبقى صحيحا غير منهضم ولا ممتاز من نخالته ، وكذلك صار عسير الانهضام بطئ النفوذ في العروق جدا لأنه يجفو عن أفواه عروق الكبد المتصلة بالمعدة والمعاء . ولهذه الجهة صار سريع الانحدار جدا لجهتين : أحدهما أنه لتعذر انهضامه وبعد نفوذه في العروق ، يبقى منه في المعاء من الكثرة ما يثقلها ويؤذيها ويهيجها إلى دفعه بسرعة . والثانية : لما في النخالة من قوة الجلاء والغسل المهيج للمعاء لدفع ما فيها بسرعة .