responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 74


الباب الثامن قشر الحبوب ودقيقها أما قشر الحبوب فإنه بالإضافة إلى جوهرها ودقيقها عسير الانهضام جدا ، مولدا للأمغاص والنفخ ، ذلك لقلة رطوبته وغلبة الأرضية واليبس على مزاجه . ولذلك صار غذاؤه غير محمود إلا أنه يختلف على ضروب . وذلك أن منه ما هو في طبيعته مشاكلا لطبيعة دقيقه وجوهره ، مثل قشر الحنطة والشعير ، ومنه ما هو مخالف لطبيعة جوهره ودقيقه ، مثل قشور العدس يطلق البطن بحدته ، وجرم العدس يحبس البطن بيبسه وقبضه . وقشور الباقلاء تحبس البطن بقبضها ، والباقلاء يطلق البطن بجلائه [1] وعذوبته . فما كان من القشر مشاكلا لطبيعة دقيقه وجوهره كان أحمد وأفضل كثيرا . وما كان منه مخالفا لطبيعة دقيقه كان أذم وأردأ لأنه مخصوص بتولد الأمغاص والنفخ لما يحدث بينه وبين جوهره ودقيقه من المصارعة والمجاذبة ، إذ كان أحدهما يطلب الانحدار والخروج والآخر يمنع من الانحدار ويحبس البطن .
وأما الدقيق فهو في جملته على ضربين : لان منه ما هو في طبيعته غليظا لازوقا . ومنه ما ليس كذلك لكنه يكتسب من الصنعة والعمل ، من قبل أن كل دقيق نبالغ في عجنه ، ولو كان من أبعد الأشياء من [2] اللزوجة مثل الجاورس فلا بد له ، إذا بولغ في عجنه ، من أن يصير لزجا منتنا ولا سيما إذا عجن برطوبة غليظة مثل رطوبة ماء النخالة وغيره .
فأما الدقيق الذي هو بطبعه لزج علك [3] فيغذو غذاء كثيرا ويولد دما لزجا . وأما الدقيق الذي يكتسب اللزوجة من الصنعة والعمل فيغذو غذاء أقل ويولد دما قحلا جافا . وأما ما كان من الدقيق قد استقصى عجنه ونقي من نخالته وقشوره فهو أجود تغييرا في المعدة ، وأسرع نفوذا في العروق وجولانا في البدن ، وأكثر تغذية للأعضاء من غيره من الدقيق من قبل أن كله يتشبه بالأعضاء لأنه جوهره جوهر محض ، إلا أنه بطئ الانحدار عن المعاء من قبل أنه ، لسرعة نفوذه في العروق ، لا يبقى منه في المعاء



[1] بعدها في الأصل كلمة ( وحدته ) ملغاة بشطبة .
[2] ( من ) مضافة في الهامش .
[3] في الأصل : لزجا علكا . وفى الهامش : ( غليظا ) .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست