responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 72


ملززا رزين ممتنع المكسر ، جوهره ودقيقه أكثر من قشره ونخالته ، فهو أكثر غذاء وأفضل لقوة الأعضاء وشدتها لأنه عسير الانهضام والانحدار بعيد الانحلال من الأعضاء . وما كان منه سخيفا رخوا خفيفا قليل الجوهر والدقيق كثير القشر والنخالة ، كان أقل غذاء ، إلا أنه أفضل لبقاء الصحة على الأصحاء لأنه أسرع انهضاما وانحدارا وأسهل انحلالا من الأعضاء . وما كان متوسطا بين هاتين الحالتين كان أفضلهما وأحمدهما لبقاء الصحة وشدة الأعضاء معه .
وأما امتحان الحبوب والبزور من أفعالها ، فعلى هذا المثال وذلك أنك متى أردت أن تمتحن شيئا من الحبوب أو البزور أو غير ذلك من الأشياء اليابسة مثل الإجاص وغيره ، فانقع ما كان يحتاج إلى الانقاع بالماء ، وأسلق منه ما كان يحتاج إلى السلق ، واشو [1] منه ما كان يحتاج إلى الشئ . فما انتفخ منه كثيرا بسرعة وربا وزالت صلابته ويبسه كان أفضل وأحمد مما تفعل به ذلك ويبقى على حالته الأولى من الصلابة واليبس ، لان سرعة استحالته تدل على أن الحرارة الغريزية قد أتعبت فعلها في انضاجه وهو على نباته ، ونفت عنه رطوبته الفضلية الغليظة اللزجة . ولذلك تخلخل جسمه ولطف ونفيت قوة النار والماء إلى باطنه ، ووصلت إلى عمقه وأرخته بسرعة . وما كانت هذه حاله وجب أن يكون استمراؤه أيضا في المعدة والكبد أسرع ، وانتقاله إلى الدم وتشبهه بالأعضاء أسهل . وليس إنما فضله فيما ذكرنا فقط ، لكن في جودة الغذاء المتولد عنه أيضا ، من قبل أن ما كان من الأغذية انهضامه أسرع كان الدم المتولد عنه أحمد وأفضل .
ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : وليس شئ أبلغ في توليد الدم المحمود مما قد تم انهضامه في المعدة وجاد ، لان ما جاد انهضامه في المعدة كان أحرى بأن يجود استمراؤه في الكبد ، وإذا جاد استمراؤه في الكبد وجب أن يجود هضمه الثالث الكائن في الأعضاء . أعني بذلك تشبه الغذاء بالمغتذي الذي من أجله كان الطبخان الأولان اللذان [2] في المعدة والكبد جميعا ، من قبل أن الشئ إذا كمل نضجه وتهيأ قبل وصوله إلى الأعضاء ، كان أسهل في التشبه بالأعضاء ما لم يكمل نضجه بعد ولم يتهيأ لقبول الانفعال ، لان المعدة إذا أعدت فأصلحت الكبد ، سهل على الكبد إصلاح ما تريد إصلاحه ، وهضم ما تحتاج إلى هضمه . وإذا أصلحت الكبد وأعدت للأعضاء ، سهل على الأعضاء إحالته ونقلته إلى جوهرها وذاتها .
وعلى هذا الوزن والقياس يجب أن يكون كل ما أعد وأصلح خارجا من البدن بالصنعة والعمل ، أعني بالطبخ والخبز والشي وغيره من الصنعة ، سهل على الأضراس طحنه وعلى المعدة انضاجه وهضمه . وذلك مقاس من فعل الطبيعة لأنا نجدها كثيرا ما تهيئ الأشياء وتصلحها وتغني عن الحيلة



[1] في الأصل : واشوي .
[2] في الأصل : الطبخين الأولين اللذين .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 72
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست