لذلك . وإذا أخذ الديك الهرم فشق جوفه وأخرج ما فيه وجعل مكان ما أخرج منه لب القرطم وبسفايج [1] وكرنب بحري من الكرنب الذي له ورق طويل وقضبان حمر وفى طعمه ملوحة ، ثم طبخ الكل بخمسة عشر رطلا ماء حتى يتهرأ وشربت مرقته ، أسهلت إسهالا بلغمانيا وفضولا غليظة سوداوية ، وحللت رياح المعدة وسكنت أوجاعها ونفعت من الارتعاش وأوجاع المفاصل والربو العارض من الرطوبات الغليظة ومن الحميات المتطاولة وذوات الأدوار . ومن منافع الدجاج والديوك على سبيل الدواء : أن دمها إذا ضمد به الدماغ والجبين والأصداغ ، نفع من الدم المنبعث من حجب الدماغ . وأدمغة الدجاج خاصة إذا شربت ، نفعت من مثل ذلك ومن نهش الهوام . وإذا شقت الدجاجة وحملت بحرارتها الغريزية على نهش الهوام وبدلت مرارا ، نفعت من ذلك أيضا . وشحم الدجاج إذا أخذ طريا بغير ملح وعمل منه ضماد ، نفع من أوجاع الأرحام وحلل أورامها . وإذا ملح وعتق وصار متقادما مالحا جفت رطوبته لحدة الملح وحرارته واستفاد يبسا وتلذيعا وأضر بالأرحام . وشحم الإوز يفعل مثل ذلك أيضا . وإذا شرب زبل الدجاج بالسكنجبين أو بالخل ، نفع من الفطر القتال . وإذا شرب بعسل وماء حار أو بشراب وماء حار ، نفع من القولنج . وإذا عمل منه أيضا لطوخ بعسل ، نقى الخشكريشة المجتمعة على النار الفارسي . وإذا أخذت الديوك وأحرقت بريشها وأخذ منها الحجاب الذي داخل القانصة الحاوي للطعام ، وجففت وشربت بشراب ، نفعت من وجع المعدة . وإذا شربت ببعض الأدوية القابضة ممزوجة بماء ، نفعت من درور البول ومن خروجه بغير إرادة صاحبه إذا خلط معها جفت البلوط وجلنار [2] وسعد مقشور وشئ من كندر .
[1] البسفايج : نبات ينبت في الصخور التي عليها خضرة ، وغلظه في غلظ الخنصر ، وفى طعمه قرنفلية . [2] هو نوار ( زهر ) الرمان . طعمه قوي القبض .