responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 569


محيا دل على إفراط الحرارة والتهابها لغلبة الاحتراق والجفاف على مزاج من كان هذا لون مرته بالطبع .
وكذلك صار لون مرة العقبان والبزاة يلنجيا [1] أو أسود [2] لغلبة الاحتراق والجفاف على مزاج هذا الحيوان بالطبع .
ولما كان ذلك كذلك ، كان من الأفضل ألا يستعمل أحد شيئا من المرارات في شئ من الأدوية دون أن يفتقد لون المرة بدءا ليقف على مزاج حيوانها وطبعه ، ويميز حدة المرة من لينها ليستعمل كل جنس منها في كل واحد من الأدوية على حسب طبيعة المستعمل للدواء وذكاء حسه وجفاف مزاجه وغلظ جنسه ورطوبة مزاجه ، لان ذكاء الحس وجفاف المزاج يمنعان من احتمال حدة الأدوية وقوة لذعها ، وكذلك ما كان من العلل الغالب عليه الحرارة والجفاف وقلة الوسخ والصديد ، كان احتماله لحدة الأدوية وقوة لذعها أقل كثيرا . وما كان من العلل الغالب عليه ضعف الحرارة وكثرة الصديد والوسخ ، كان احتماله لحدة الأدوية وقوة لذعها أكثر كثيرا .
وقد يستدل على ذلك من جهتين : إما من فعل المرة الواحدة في أبدان مختلفة ، وإما بتأثير مرات مختلفة [3] في بدن واحد ، وذلك أنا كثيرا ما نجد فعل المرة الواحدة في بعض الأبدان أشد وأقوى لذكاء حس البدن وقلة رطوبته ونقي جراحاته من الصديد والوسخ ، وفى بعض الأبدان أسهل وأضعف لغلظ حس البدن وزيادة رطوبته وكثرة صديد جراحاته ووسخها . ولذلك قد نجد البدن الواحد يحس من قوة فعل المرة الاسمانجونية وشدة لذعها وألمها ما لا يحسه من فعل المرة الصفراء ، ولا قريب منه لقوة حدة المرة الاسمانجونية وضعف قوة المرة الصفراء وسهولتها . ولجالينوس في مثل هذا قول حكاه عن الأوائل زعم أنهم كانوا يستعملون في بعض الأدوية مرارة الثور والفحل ، وفى بعضها مرارة الثور الخصي .
والامر في هذا بين واضح لان كل ذكر يخصى ، تضعف حرارته وينتقل مزاجه إلى مزاج الأنثى ، ومزاج القريب العهد بالولادة . ومن البين أن مزاج الأنثى من كل حيوان ومزاج القريب العهد بالميلاد يفارق مزاج كل ذكر وكل فتي من جنسه في ضعف الحرارة وكثرة الرطوبة ، لان حرارة الفتي من كل حيوان أشد وأكثر نارية ، لأنها أقوى بالكيف لغلبة المرة الصفراء على مزاج الفتي بالطبع . فأما القريب العهد بالميلاد فإن حرارته ، وأن كانت أقوى ما تكون بالطبع ، فإنها ( 4 ) أضعف من حرارة الفتي وألين كثيرا ، وذلك لغلبة الدم على مزاج القريب العهد بالميلاد بالطبع ، والدم أضعف حرارة وألين من المرة الصفراء بالطبع .



[1] نسبة إلى اليلنجوج وهو العود الهندي : عروق أشجار تدفن في الأرض حتى تتعفن . منها الأسود والأزرق .
[2] في الأصل : أسودا .
[3] في الأصل : مختلف . ( فإنها ) كذا زائدة في الأصل .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 569
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست