responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 568


القول في المرارة قال إسحاق : من عادة الأوائل ، إذا قالوا المرة مطلقا ، أن يعنوا بها المرة الصفراء ، وهو بين عند الخاص والعام أنها أحر الأخلاط وأقوى تجفيفا ، إلا أنه قد يختلف في ذلك ويلحقها الضعف والقوة ، والزيادة والنقصان بحسب طبيعة الحيوان الذي هي منه ومزاجه . فما كان منها من حيوان أضعف حرارة ، كان أقل حدة وحرارة وأضعف يبسا . وأما البرودة والرطوبة فإنهما [1] لا تضافان إلى المرة ولا تنسبان [2] إليها أصلا ، لان من الممتنع وجود مرة باردة أو رطبة . وقد يستدل على اختلاف المرة من كل حيوان من لونها ومزاج حيوانها . وذلك أن لونها يكون على ضروب : لان منه الأحمر ، ومنه الأصفر ، ومنه الزعفراني ، ومنه الاسمانجوني [3] ، ومنه الباذنجاني .
فما كان منها أحمر دل على اعتدال مزاج حيوانه وتكافؤ الأخلاط فيه ، وقوة حرارته الغريزية بالطبع . وما كان منها أصفر دل على غلبة الرطوبة على مزاج حيوانه ، إما لضعف [4] الغريزية ونقصانها ، وإما لكثرة الدعة والسكون ، وإما لكثرة الشبع والري ، لان ذلك مما يفيد الأبدان رطوبات فضلية إذا خالطت المرة أكسبتها بياضا ، ولذلك صار لون المرة من الإناث والخصيان من كل حيوان ، وفي القريبي العهد بالولادة ، أعني الأطفال أقل حمرة وأميل إلى الصفرة لغلبة الرطوبة على مزاج من كان كذلك بالطبع . وما كان من المرة أسمانجونيا دل على حرارة قوية إما من حدة المزاج ، وإما لدوام الرياضة والتعب ، وإما لادمان الصوم وكثرة العطش ، لان ذلك مما يفيد الأبدان حرارة وجفافا ويحمي المرة الحمراء ويجاوز بحرارتها المقدار [5] الطبيعي ، ومن قبل ذلك صار الأغلب على لون مرة الفحل والفتي من الحيوان الاسمانجونية لغلبة الحرارة على مزاج من كان كذلك بالطبع . وما كان من المرة زنجاريا أو



[1] في الأصل : فإنها .
[2] في الأصل : تنسب .
[3] الاسمانجوني : الأبيض بزرقة كلون السماء . ( فارسي معرب ) .
[4] في الأصل : ضعف .
[5] ( المقدار ) مستدركة في الهامش .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 568
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست