responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 567


وفيه أبين ، كان أفضل مما كانت جبنيته أقوى وإنفحته أظهر . وكذلك [1] ما كانت ملوحته أقل وأخفى ، كان أفضل مما كانت ملوحته أكثر وأعلن . وأما معرفة ذلك من قبل الجشاء ‹ ف‌ › ما زال طعمه من الجشاء بسرعة ، كان أفضل مما بقي طعمه في الجشاء مدة أطول لان في طول لبث طعمه في الجشاء دليل واضح على غلظ جسمه وبعد انهضامه وعسر انحداره وفساد جوهره .
وقد يجبن الجبن بضروب من المجبنات فتختلف قواه وأفعاله بحسب ما يجبن به . فالأكثر منه يجبن بالإنفحة . ومنه ما يجبن بلب القرطم المسحوق . ومنه ما يجبن بالاسكنجبين . ومنه ما يجبن بماء التمر هندي مطبوخ . ومنه ما يجبن بماء الحصرم وبماء الرمان الحامض أو بماء حماض الأترج . ومنه ما يجبن ببرودة الماء المبرد وهو أن يغلى اللبن فإذا فار أنزلت فيه قارورة مملوءة ماء قد برد فحركت فيه قليلا .
فما كان منه مجبنا بالإنفحة فقد تقدم القول بما فيه مقنع . وما كان منه مجبنا بلب القرطم ، كان أفضل لمن رطب مزاجه وكان بلغمانيا . وما كان منه مجبنا بالاسكنجبين ، كان أبعد من توليد السدد وحجارة الكلى وكان أقل أضرارا بأصحاب البهق والتنفس العارض من الرطوبة الغليظة وبخاصة إذا كان الخل الذي عمل منه الاسكنجبين خلا [2] عنصلانيا . وما كان منه مجبنا بماء التمر هندي المطبوخ كان أقل ضررا بالمحرورين وأسرع انحدارا عن المعدة . وما كان مجبنا بماء الحصرم أو بماء الرمان الحامض أو ماء حماض الأترج ، كان أغلظ وأبعد انحدارا ، إلا أنه أفضل في قطع الاسهال الصفراوي . وما كان مجبنا ببرودة الماء البارد ، كان أفضل غذاء وأحمد جوهرا ، لا سيما إذا كان طريا ليومه ، لأنه يقوم مقام اللبن المطبوخ بالماء الذي ذهبت منه مائيته وبقيت جبنيته وسمنيته .



[1] في الأصل : وذلك .
[2] في الأصل : خل .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 567
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست