responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 547


وانحلاله أبعد وانهضامه أعسر ، وانتقاله إلى الفساد أقرب . ولذلك وجب أن لا يستعمل منه إلا السمين ليطيب ما كان من اللحم هزيلا قليل الدسم واللذاذة . ولا يستعمل منه إلا السمين للتغذية أصلا ، لان غذاءه مذموم مولد للسدد والفضول البلغمانية ، وان كان بين البلغم والمتولد عن السمين والبلغم المتولد عن الشحم فرق كبير لان المتولد عن السمين أرق وألطف وأسرع انحلالا وأسهل على الطباع ، والمتولد عن الشحم أغلظ وأسهل انحلالا وأثقل على الطباع .
ومن منافعهما [1] على سبيل الدواء : في إسخان الأبدان وترطيبها وتليينها ، إلا أن فعلهما ( 1 ) يختلف في القوة والضعف ، في الكثرة والقلة على حسب مزاج الحيوان الذي هما منه في حرارته ورطوبته . أو برودته ويبوسته ، لان ما كان منهما ( 1 ) من حيوان أسخن مزاجا كان أكثر إسخانا ، وما كان من حيوان أبرد مزاجا كان أقل إسخانا ، وما كان منهما من حيوان أرطب مزاجا كان أكثر تليينا ، وما كان من حيوان أيبس مزاجا كان أقل تليينا .
يقاس الشحم أيضا من قبل يبس الحيوان الذي هو منه ، لان ما كان منه أصغر سنا أو حيوان هو بعد في النشوء ، كان أقل إسخانا وأبعد للترطيب وأقرب من طبيعة السمين . وما كان منه من حيوان هرم من كل حيوان ( 2 ) ، لان البرودة والجفاف والقحل أغلب على مزاج الهرم من كل حيوان بإضافته إلى غيره من الانسان مما هو داخل في جنسه . وكذلك يجب أن يقاس أيضا من قبل جنس الحيوان الذي هو منه ، لان ما كان منه من حيوان ذكر كان أسخن وأقل تليينا وأكثر تحليلا . وما كان من حيوان قد أخصي ، كان متوسطا وأحد من الحاشيتين بقسطه على ما بينا وأوضحنا مرارا . وما كان منه من حيوان أنثى ، كان أقل إسخانا وأكثر ترطيبا وأبعد من التحليل . وقد يختلف فعل الشحم أيضا من قبل صنعته ومدة زمانه ، لان ما استعمل منه ساذجا بغير ملح ، كان أعدل إسخانا وأكثر ترطيبا . وما استعمل منه بعد أن يملح ، كان أكثر إسخانا وأقل ترطيبا أقرب من التجفيف . وما كان من الشحم طريا قريب العهد بالخروج من الحيوان ، كان أعدل إسخانا وأكثر ترطيبا ، لان حرارة الهواء ينشف أكثر رطوبته ويفيده حرارة وجفافا .



[1] في الأصل ، بالمفرد . ( 2 ) عبارة ( وأقرب من طبيعة . . من كل حيوان ) مضافة في الهامش مع إشارة إلى مكانها بعد لفظة للترطيب . وبقيت هذه العبارة مضطربة ولعلها : ( وما كان منه من حيوان هرم كان أكثر إسمانا وأبعد من طبيعة السمين من كل حيوان ) .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 547
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست