responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 546


< فهرس الموضوعات > القول في مخ الظهر المعروف بالنخاع < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > في السمين والشحم < / فهرس الموضوعات > في مخ فقار الظهر المعروف بالنخاع أما النخاع فإنه إذا قيس بمخ العظام كان باردا رطبا لأنه من جنس الدماغ وهو متصل به ، إلا أنه أصلب من الدماغ وأيبس وأقل دسما وبخاصة ما بعد منه من الدماغ ، كان أقل لرطوبته ودسمه ، وأزيد لصلابته ويدل على ذلك قلة تولده للغثي والقئ . ومن قبل ذلك صار الغذاء المتولد عنه أغلظ من الغذاء المتولد من الدماغ وأكثر لأنه إذا استحكم هضمه ، لم يكن غذاؤه باليسير . وأما مخ العظام فإنه أدسم من الدماغ كثيرا وأعذب وأكثر لذاذة وأنعم ، إلا أنه ملطخ للمعدة مفسد للشهوة ملين للطبيعة بفضل لزوجته ودهنيته . وإذا انهضم ، ولد غذاء كثيرا ، وإن كان الاكثار منه مغثيا .
ومن منافعه على سبيل الدواء : أنه يحلل الأورام الجاسئة ، ويلين الجلود الخشنة . وأجودها لمثل ذلك مخ الأيل وبعده مخاخ العجول . فأما مخاخ الثيران والكباش فإنها أشد حرافة . ومخاخ الأطراف أكثر تليينا من غيرها لرطوبتها وقربها من السمين وذلك لكثرة حركة الأطراف .
* * * في السمين والشحم أعني بالسمين الشحم البين المخالط للحم والعظام ، مثل شحم الأضلاع والأجناب وما شاكل مما أحلته التوراة لبني إسرائيل . وأعني بالشحم الجامد الغليظ المبرأ من اللحم والعظم المحرم على بني إسرائيل في التوراة مثل شحم الثرب [1] وشحم الكلى . والفرق بينهما أن السمين أرطب وأسرع ذوبانا وانحلالا وأبعد جمودا وانعقادا . ولذلك شبهه الأوائل بالزيت المتقادم الذي قد نشف الهواء أكثر رطوبته وغلظ قوامه . وأما الشحم فأقل رطوبة وأكثر جفافا وأغلظ من السمين كثيرا . ولذلك صار لا يذوب بسرعة وإذا ذوب وبرد لم يلبث إلا يسيرا حتى يجمد ويرجع إلى حالته التي كان عليها . وإذا أكل أحدهما ، لين آلات الغذاء وأرخاها وبخاصة المعدة لأنه يلين خملها ويذهب بخاصتها وقوتها على [2] طحن الطعام . وإذا أكل أحدهما مع الطعام ، طفا عليه وأفاده لزوجة وغلظا [3] وأفسده ومنع من هضمه وأشبع بسرعة ، لا سيما إذا كان ما أخذه معه من الطعام حلوا لان الحلاوة زائدة في فساده لسرعة غليانها وقبولها للفساد .
ولروفس في هذا قول قال فيه : إن ما كان من الأعضاء السمين عليه أغلب وفيه أكثر ، لم يقبل البدن من غذائه حسب ما يشبع ، وان كان الشحم أخص بذلك من السمين كثيرا ، لان لزوجته أغلظ



[1] أصل ذراع الشاة وغيرها .
[2] في الأصل : عن .
[3] في الأصل : وغلظ .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 546
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست