responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 539


بالطبع مثل العصب والجلد والكرش وجرم الأمعاء والأرحام . ومنها ما هو أرطب بالطبع مثل الدماغ والنخاع والمخ والشحم . ومنها ما هو متوسط بين ذلك مثل اللحم الأحمر المعرى من الشحم ، أعني لحم المشمارخ ولحم الرقبة والأفخاذ والرقبة [1] وما شابه ذلك . فما كان من الأعضاء أصلب بالطبع مثل الجلد والكرش وجرم المعاء والأرحام كان أبرد مزاجا وأعسر انهضاما وأبعد انحدارا وأقل جوهرا ولا سيما إذا كان من حيوان أيبس بالطبع مزاجا مثل البقر والماعز . ولذلك صار هذا الجنس من الأعضاء ، وإن أجيد مضغه واستحكم نضجه في المعدة وقويت الطباع على هضمه في الكبد ، لم يمكن أن يتولد منه دم خالص غير مذموم ، لان الخلط المتولد عنه أميل إلى البرودة والغلظ . ولذلك يحتاج إلى زمان أطول ومدة أبعد تصل استحالته واستحكام نضجه وانتقاله إلى الدم . ومن قبل ذلك صار غذاؤه أقل من غذاء اللحم كثيرا وأبعد من الجودة . وإن كان العصب والجلد أفضل من الكرش ومن جرم المعاء والأرحام كثيرا ، إلا أن الكروش والمعاء والأرحام مغائض للفضول والأثفال بالطبع ، والجلد والعصب أبعد من ذلك كثيرا . وأفضل الجلود جلد الرضيع من كل حيوان لغلبة الرطوبة على جوهره وقوة الحرارة الغريزية فيه لقربه من الميلاد جميعا . وما جاوز الرضاع قلت رطوبته وغلظ جلده واستحصف وبعد انهضامه . وما كان من الأعضاء أرطب بالطبع مثل الدماغ والنخاع والشحم كان لزجا ليفيا ملطخا للمعدة ملينا لحمها مفسدا لها ، مفججا لما نضجته من الغذاء فيها ، مانعا له من جودة الهضم لان من خاصته البعد من الانهضام وسرعة الانحدار لا سيما إذا كان من حيوان أرطب بالطبع مثل الضأن ، لان ما كان منه من حيوان كذلك ، كانت رطوبته أزيد ولزوجته أكثر وإفساده للمعدة أقرب .
وما كان من الأعضاء متوسطا بين الرطوبة واليبوسة ، والصلابة والرخاوة ، مثل اللحم الأحمر المعرى من الشحم ، كان مزاجه أعدل وطعمه ألذ وانهضامه أسرع وغذاؤه أحمد ، لا سيما إذا كان من حيوان أعدل مزاجا [2] وأوسط شحما وسمنا مثل الجدي الرضيع والعجول الكذلك والثنيان [3] من الضأن ، لان ما كان منه من حيوان كذلك ، كان ألذ وأدسم وأسرع انهضاما وأكثر جوهرا وأفضل غذاء ، وإن كان قد توسطت بين هذه المرتبة الوسطى وبين كل واحدة من الحاشيتين مراتب أخر آخذة من أي حاشية مالت إليها ومن الواسطة بين اللحم والشحم ، أعني بذلك العص [4] والضرع والخصي والخلوب [5] الذي في أصل الرقبة بالقرب من الترقوتين والعص من الجانبين جميعا والذي بالقرب من أصل الصلب من الجانبين جميعا ، واللحم الرخو الذي في أصل اللسان ، والنغانغ ، فإن هذا اللحم متوسط بين الشحم واللحم وكذلك صار أرخى من اللحم وألين ، وأصلب من الشحم وأعضل . ويدل على ذلك توسط لونه



[1] كذا مكررة .
[2] في الأصل : مزاج .
[3] كذا . واليني . ولد النعجة الثاني ، جمع ثناء وأثناء .
[4] العص : الأصل . أما العصعص فهو اللحم في باطن ألية الشاة . وهو أيضا العصعوص والعصص وغير ذلك .
[5] هو الخلب : لحيمة رقيقة تصل بين الأضلاع .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 539
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست