responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 126


الجوهرية أقل من رطوبة الحيوان الصغير كثيرا . ولذلك صار فعله في بقاء الصحة وثباتها ، وقوة الأعضاء وشدتها فعلا متكافئا .
وعلى هذا الوزن والقياس يقال : أن البيض متى كان من حيوان أعبل وأكثر شحما أو حيوان له ذكر ، كان أفضل وأحمد مما كان من حيوان أهزل وأقل شحما ، أو حيوان ليس له ذكر من قبل أن الحرارة الغريزية ، فيما كان من الحيوان أسمن ، أقوى ، ورطوبته الطبيعية أكثر . والحيوان المهزول بخلاف ذلك وضده ، لان حرارته الغريزية أضعف ، ورطوبته الطبيعية أقل . وكذلك الحرارة الغريزية فيما كان من الحيوان له ذكر ، أقوى ، وفيما كان من الحيوان ليس له ذكر ، أضعف .
وعلى مثال ذلك أيضا ، يقال في البيض : أنه متى كان طريا قريب العهد بالحيوان ، كان أفضل وأبعد من الزهومة . ومتى كان عتيقا بعيد العهد بالحيوان ، كان أردأ وأخص بالزهومة . من قبل أن بعده من الحيوان يدل على ضعف حرارته الغريزية . وضعف حرارته الغريزية يوجب كثرة فضوله وزفورته .
ولجالينوس في مثل ذلك فصل قال فيه : أن بيص الدجاج ، وبعده بيض الدراج ، أحمد البيض وأعدله في فضل غذائه وجودة استمرائه ، وبخاصة إن كان من حيوان له ذكر ، وكان مع ذلك غذاء الحيوان لطيفا نقيا . وبيض الفتي من الحيوان أفضل من بيض الهرم ، وبيض ما كان له ذكر أفضل مما ليس له ذكر .
وبيض ما كان من الحيوان سمينا أفضل مما كان مهزولا . والبيض القريب العهد بالحيوان أفضل من البعيد العهد بالحيوان .
وأما اختلاف البيض من قبل صنعته وعمله ، فيكون على أربعة ضروب : وذلك من البيض ما يتخذ مشويا . ومنه ما يتخذ مسلوقا . ومنه ما يتخذ مطبوخا . فأما المشوي فهو في الجملة أغلظ من المسلوق وأعسر انهضاما ، ذلك لتمكن حرارة النار من جسمه ونشفها لأكثر رطوبته الجوهرية . ولذلك صار بالإضافة إلى المسلوق أكثر تجفيفا وأقل تسكينا لحدة الحرارة ، إلا أنه ينقسم قسمين : لان منه ما يدفن في الرماد الحار ويشوى بقشره . ومنه ما يفقس على طابق ويحمل على النار حتى يشتوي . فما كان منه مفقوسا على طابق كان أذم وأردأ لان حرارة الطابق تباشر بعض أجزائه وتفني رطوبتها وتجففها وتخرجها من حد الغذاء قبل أن يستتم فعلها في سائر أجزائه .
وأما ما كان منه مدفونا في الرماد ، فهو بالإضافة إلى ما تقدم ذكره ، أفضل لان النار لا تباشر بعض أجزائه مباشرة تمكن معها أن تجفف رطوبته وتخرجه من حد ما يغتذى به قبل أن يستتم فعلها في كل أجزائه . إلا أنه أيضا يكون على ضربين : لان منه ما يدفن كله في الرماد حتى يشتوي . ومنه ما يحمل على الجمر . فما كان منه مدفونا في رماد ، كان أذم لان حرارة النار تكتنفه من جميع نواحيه وتمنع بخاره من التحلل ، فتجتمع فيه بخارات مذمومة . وما كان محمولا على جمر ، فإن البخارات تتحلل من الاجزاء البعيدة من النار .
وأما المسلوق بالماء ، فهو في جملته ألطف وأفضل من المشوي ، من قبل أن رطوبة الماء تحول

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 126
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست