responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 125


وغذاء للحيوان المشاء المناسب في طبيعته للحيوان الطيار . ولذلك شبهه الفاضل أبقراط بالمني واللبن جميعا اللذين [1] هما مادة وغذاء للحيوان المشاء المناسب في طبيعته للحيوان الطيار . ولذلك قال : إن البيض لما كان مادة وغذاء للحيوان الطيار المناسب لمزاج بدن الانسان ، كان من الواجب أن يكون الغذاء المتولد عنه كثيرا قويا . أما كثرته ، فلان جوهره يستحيل دما ويتشبه بجوهر المغتذى به بسرعة ، وذلك لمناسبته مزاج بدن الانسان وقربه منه . وأما تقويته للأعضاء ، فإن الحرارة الغريزية كلما ازدادت فيه فعلا وتأثيرا ، ازداد هو أيضا قوة صلابة . وذلك مقاس من الشاهد ، لأنا نجده خارجا كلما ازداد فعل الناس فيه تأثيرا ، ازداد صلابة وجفافا . ففي هذا دليل واضح على أن كلما ازداد فعل الحرارة الغريزية فيه باطنا ، ازداد صلابة ويبسا ، فهو إذا بعيد الانحلال من الأعضاء ، زائد [2] في قوتها ، إلا أنه يختلف في جودة غذائه ورداءته وسرعة انهضامه وإبطائه لأسباب خمسة : أحدها : جنس الحيوان الذي يتولد منه وجوهريته . والثاني : سن الحيوان ومدة زمانه . والثالث : خصب بدنه وهزاله . والرابع : طراء البيض وقربه من الخروج من الحيوان ، أو قدمه وبعده من الحيوان . والخامس : صنعة البيض وعمله الذي يتخذ به .
فأما اختلاف البيض من قبل جنس الحيوان الذي هو منه وجوهره فيكون على ضروب : وذلك أنه متى كان من حيوان ألطف طبعا وأعدل مزاجا وأحمد غذاء ، مثل الدراج والدجاج ، كان غذاؤه أفضل وانهضامه أسرع وزهومته أقل ، وبخاصة متى كان من حيوان فتي أو حيوان له ذكر . إلا أن انحلال ما كان من هذا الجنس من الحيوان من الأعضاء أسرع . ولذلك صار غذاؤه لبقاء الصحة وثباتها أفضل منه في قوة الأعضاء وشدتها . وما كان منه من حيوان أغلظ طبعا وأفسد مزاجا وأردأ غذاء ، مثل النعام ودونه في ذلك الإوز ، كان غذاؤه أذم وانهضامه أعسر وزهومته أكثر ، وبخاصة متى كان من حيوان هرم أو حيوان ليس له ذكر إلا ‹ أن › انحلال ما كان منه من هذا الجنس من الحيوان من الأعضاء أبعد . ولذلك صار غذاؤه لقوة الأعضاء وشدتها أفضل منه في بقاء الصحة وثباتها .
وأما اختلاف البيض من قبل سن الحيوان ، فيكون على ثلاثة ضروب : وذلك أن منه ما يكون من حيوان صغير . ومنه ما يكون من حيوان هرم . ومنه ما يكون من حيوان فتي . وألطف البيض ما كان من حيوان صغير ، وأغلظه ما كان من حيوان هرم ، لان ما كان من حيوان صغير ، كان أسرع انهضاما وأقل زهومة وأحمد غذاء ، وبخاصة متى كان من حيوان له ذكر . وما كان من حيوان هرم ، كان أعسر انهضاما وأكثر زهومة وأردأ غذاء ، وبخاصة متى كان من حيوان ليس له ذكر . ذلك لضعف حرارته الغريزية وقلة رطوبته الجوهرية . وأعدل البيض وأكثره توسطا بين اللطافة والغلظ ، ما كان من حيوان فتي ، لأنه أخذ من كل واحد من الحاشيتين بقسطه . ولذلك صار ألطف من بيض الحيوان الهرم ، وأغلظ من ‹ بيض › الحيوان الصغير . من قبل أنه وإن كانت حرارته الغريزية على غاية ما تكون من القوة ، فإن رطوبته



[1] في الأصل : اللذان .
[2] في الأصل : زائدا .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست