responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 122


وأما العجز ، فهو أكثر دسما وألذ طعما ، وذلك لجهتين : إحداهما : أنه لبعده من الحرارة الغريزية وقلة ما تأخذه من دسمه ، يبقى دسما لذيذا . والثانية : أن في عظامه من التخلخل والتجويف ما يحوي دسما كثيرا يفي بغذاء الحرارة الغريزية وترطيب اللحم ولذاذته . ولذلك صار الشحم يكثر فيه طبعا دائما .
وأما الأفخاذ ، فقد اجتمع لها لذاذة الطعم وجودة الغذاء وسرعة الانهضام من جهتين : إحداهما :
دوام حركتها واتساع تجويف عظامها وما تحويه من كثرة الشحم . والثانية : أن لحمها عضلي [1] منسوج بعصب دقيق . وأفضل اللحمان لحم العضل وبخاصة أطرافها لدوام تعبها واجتماع العصب اللطيف فيها .
وأما الدماغ ، وإن كان بالإضافة إلى دماغ المواشي ، قليل المقدار جدا ، فإنه ألذ طعما وأفضل غذاء وأبعد من الفساد كثيرا ، من قبل أنه أقل رطوبة وأصلب ، وبخاصة متى كان من حيوان بري .
ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن ما كان من الطير يأوي الجبال ، فإن دماغه أفضل ، وكذلك سائر أعضائه .
وأما الخصي ، فإنه أيضا بالإضافة إلى خصى المواشي ، أفضل كثيرا لأنه أحمد غذاء وأسرع انهضاما وبخاصة متى كان من حيوان مسمن بالتين اليابس واللبن ، لأنه عند ذلك يولد دما كثيرا ، غير أن ليس له أثر بين في إطلاق البطن ولا حبسها . وأفضلها كلها خصى الديوك ، لان الديوك في مزاجها أعدل حرارة وأقرب من التوسط والاعتدال في الرطوبة واليبوسة . وهي أيضا أكثر سفادا ، فهي لكثرة سفادها تكثر حركة الخصي منها ، وتعبه ، ويقل فضوله ويلطف . ولاعتدال حرارتها ، توسطت الرطوبة واليبوسة ، وكثر غذاؤها وأعانت على زيادة المني .
وأما القوانص ، فإن قشرها الداخلي [2] لا يؤكل أصلا ، إلا أنه إذا جفف وسحق وشرب ، نفع من وجع المعدة العارض من الحرارة واليبوسة ، وقوى المثانة ، ومنع من درور البول ، وبخاصة متى كان من قوانص الدجاج والديوك ، لأنها أخص بذلك من جميع الطير لاعتدال مزاجها وفضل تقويتها . وأما لحم القوانص ، فبطئ الانهضام قليلا ، إلا أنه إذا انهضم غذى غذاء كثيرا محمودا . ومن القوانص ما هو لذيذ [3] جدا ، مثل قوانص الإوز وبعدها قوانص الدجاج ، وبخاصة إذ خلط في علفها التين اليابس المدقوق وعجن باللبن الحليب .
وأما الكبود ، فهي من كل حيوان مذمومة جدا ، لأنها غليظة بطيئة الانهضام . وأفضل الكبود كبود الدجاج والإوز ، لأنها غير عسيرة الانحدار ، وكذلك حالها في الانهضام أيضا .



[1] في الأصل : عضليا .
[2] في الأصل : الداخل .
[3] في الأصل : لذيذا .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست