responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 107


وأما في الرطوبة واليبوسة ، فإن بينهما فرقان من قبل أن الزيت في طبيعته يابس ، وشحم الحيوان البارد في طبيعته رطب . ولذلك صار دسمه سيالا مياعا وشحمه نافعا من الزحير [1] واللذع الشديد العارض في المعاء ، لأنه بلطافته وسيلانه وانمياعه ، ينفذ في مسام الأعضاء حتى يصير إلى باطنها بسرعة ويسكن ألمها ويمنع من أذية الفضول اللذاعة لها ، وإن كانت هذه الخاصة قد توجد في شحم الإوز أيضا لكثرة رطوبته ولطافته . وأما الأسد فهو في طبيعته أسخن الحيوان وأيبس مزاجا . ولذلك صار شحمه أكثر فشا وتحليلا من سائر الشحوم . ولهذا صار نافعا من التواء العصب وانعقاده ، ومن الأورام الجاسئة [2] المزمنة . وأما شحم البقر فمتوسط بين شحم الأسد وغيره .
وأما شحم الماعز فهو ، وإن كان أقل حرارة من شحم البقر ، فإنه أسخن وأجف من شحم غيره كثيرا ، من قبل أن الماعز ، وإن كان بالإضافة إلى أكثر الحيوان المشاء باردا ، فإنه بالإضافة إلى المزاج المعتدل أسخن وأيبس كثيرا ، والدليل على يبسه جموده بعد إذابته بسرعة ، صار نافعا من قروح المعاء إذا احتقن به لا يجمد على الأعضاء ويلحمها بسرعة . ومن خاصته إذا طبخ شحم الحولي منه بكشك الشعير وشرب ، نفع من قروح الرئة والمعاء . وكذلك يفعل في كل علة تحتاج إلى التغرية ، إذا استعمل مع الأحساء والتدبير الموافق للعلة .
وأما شحم الضأن فإنه ، وإن كان أسخن من شحم الماعز وغيره جميعا ، فهو متوسط بينهما في الرطوبة واليبوسة ، لأنه أجف من الشحم البارد وأرطب من شحم الماعز . ولذلك صار ، إذا احتقن به ، كان [3] أكثر نفعا وأقوى تأثيرا من شحم الأول في العلل الرديئة الكائنة في المعاء المعروف بالقولون ‹ لا › لأنه أجف من هذا الشحم وأكثر تسكينا للذع ، لكن لان دسم هذا لا يجمد بسرعة لكثرة سيلانه ، وانمياعه ، ودسم الضأن يجمد بسرعة لاعتدال رطوبته ، وإن كان في سرعة جموده مقصرا عن شحم الماعز كثيرا لزيادة رطوبته على شحم الماعز بالطبع .
ولجالينوس في الشحوم قول قال فيه : إن شحم الأسد أسخن وأيبس من شحم الكلب . وشحم الكلب أيبس من شحم البقر . وشحم البقر أيبس من شحم الغنم . وشحم الغنم أيبس من شحم الضأن .
وشحم الضأن أيبس من شحم غيره .
وأما اختلاف الشحوم من قبل سن الحيوان ، فيكون على أربعة ضروب : وذلك أن من الحيوان الصغير جدا الكائن بعد في [4] الرضاع . ومنه الحولي القريب العهد بالرضاع . ومنه الفتي البعيد العهد



[1] الزحير : تقطيع في البطن يمشي دما .
[2] جسأت المفاصل : يبست فلا تكاد تنعطف ، فهي جاسئة وجساء .
[3] واضح أن ( كان ) غير ضرورية .
[4] ( في ) مستدركة في الهامش .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست