responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 106


في الوجه الذي له اختلف الشحم في غذائه وفعله الشحم في جملته يسخن ويرطب ، الا انه يختلف في القوة والضعف لأسباب خمسة : أحدها :
جنس الحيوان الذي هو منه . والثاني : طبيعة الحيوان ومزاجه . والثالث : سن الحيوان ومقدار زمانه .
والرابع : طراء [1] الشحم في نفسه أو قدمه . والخامس : ما تحدث فيه الصنعة والعمل .
فأما اختلافه من جنس الحيوان الذي هو منه فيكون على ضروب : وذلك أن منه ما يكون من حيوان ذكر . ومنه ما يكون من حيوان أنثى . ومنه ما يكون من حيوان قد أخصي فخرج عن طبيعة الذكر والأنثى .
فما كان منه من حيوان ذكر ، كان أسخن وأجف . وما كان منه من حيوان أنثى كان بالإضافة إلى ما كان منه من حيوان ذكر ، أقل حرارة وأرطب . وما كان منه من حيوان خصي كان متوسطا بين ترطيب الأنثى وتجفيف الذكر . ولجالينوس في هذا فصل قال فيه : إن شحم الأنثى من كل حيوان أرطب وأقل إسخانا . وشحم الفحل أسخن من شحم الخصي وأكثر تجفيفا . وأما اختلاف الشحم من قبل طبيعة الحيوان الذي هو منه ، ومزاجه ، فيكون على ستة ضروب ، لان كل شحم فهو بمزاج حيوانه الذي هو منه . ولذلك صار متى كان من حيوان أسخن ، كان إسخانه أكثر . ومتى كان من حيوان أبرد ، كان إسخانه أقل . ومتى كان من حيوان أعدل ، كان حاله في الاسخان والتبريد حالا متوسطة . وكذلك القياس فيما يرطب ويجفف ، أعني أنه متى كان من حيوان أرطب ، كان ترطيبه للأبدان أكثر . ومتى كان من حيوان أيبس ، كان ترطيبه للأبدان أقل . ومتى كان من حيوان قد توسط الرطوبة واليبوسة ، كان فعله أيضا متوسطا بين ما يرطب ويجفف . ولهذه الجهة صار شحم الحيوان البارد أكثر ترطيبا للأبدان من غير أن يظهر منه إسخان بين ، شحم الأسد أكثر الشحوم تسخينا وأقلها ترطيبا ، لان البارد في طبيعته ، أرطب الحيوان وأعدلها حرارة ، كأنه في حرارته قريب من الاعتدال ومن المزاج المعتدل أو شبيه بالزيت العذب في حرارته فقط .



[1] يقال : طرو وطري الغصن أو اللحم طراوة وطراء وطراءة وطراة .

اسم الکتاب : الأغذية والأدوية المؤلف : الإسرائيلي، إسحاق بن سليمان    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست