responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإحكام في أصول الأحكام المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 5


بسم الله الرحمن الرحيم قال الفقيه الإمام أبو محمد ، على بن أحمد ، رحمة الله عليه ورضوانه :
الحمد لله الذي أمتن علينا بنعم عامة وخاصة ، فعم النوع الآدمي بأن أرسل إليهم مقدمة المؤلف قال الفقيه الإمام أبو محمد ، علي بن أحمد ، رحمة الله عليه ورضوانه :
الحمد لله الذي أمتن علينا بنعم عامة وخاصة ، فعم النوع الآدمي بأن أرسل إليهم رسلا مبشرين ومنذرين ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيى من حي عن بينة ، وخص من شاء منهم بأن وفقه للحق وهداه له ، ويسره لفهمه ، وسدده لاختياره ، وسهل عليه سبيله ، وخذل منهم من شاء ، فطبع على قلبه ، ووعر عليه طريق الحق ، ووفق قوما في سبيل ما ، ومنعهم التوفيق في سبيل أخرى ، كما قال عز وجل : ( من يشأ لله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم . ولا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ) دون أن يجبر مريد حق على إرادته ، أو يقسر قاصد باطل على قصده ، أو يحول بين أحد وبين ما دعاه تعالى إليه ، أو ندبه إليه ، لكن كما قال عز وجل : * ( حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون ، فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم ) * وكما قال تعالى : ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ) وقال تعالى ( وكذلك زينا لكل أمة عملهم ) وكما قال النبيان الفاضلان صلى الله عليهما إبراهيم ويوسف إذ يقول إبراهيم * ( لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين ) * ويقول يوسف * ( وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين ) * وصلى الله على محمد عبده ورسوله إلى جميع الجن والإنس بالدين القيم بشيرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا .
وبعد : فإن الله عز وجل ركب في النفس الانسانية قوة مختلفة ، فمنها عدل يزين لها الانصاف ، ويحبب إليها موافقة الحق . قال تعالى : * ( إن الله يأمر بالعدل والاحسان ) * وقال تعالى : * ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ) * ومنها غضب وشهوة يزينان لها الجور ويعميانها عن طريق الرشد ، قال تعالى : * ( وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم ) * وقال تعالى : * ( كل حزب بما لديهم فرحون ) * فالفاضل يسر لمعرفته بمقدار ما منحه الله تعالى ، والجاهل يسر لما لا يدري حقيقة وجهه ولما فيه وباله

اسم الکتاب : الإحكام في أصول الأحكام المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست