الثلاثة التي فرّقوا (المنطقيون) بها بين «الذاتيّ» و «العرضيّ
اللازم» للماهية. و قد أبطلوا هذا الفرق. و يعبّر بعضهم عن هذا الفرق ب «التعليل»،
كما يعبّر به ابن الحاجب (ت، ر 1، 105، 4)- إذا كان في «اللوازم» ما هو ثابت في
نفس الأمر بغير «وسط» و لا «علّة» لم يبق هذا فرقا بين «الذاتيّ» و بين هذه
«اللوازم»، فبطل التفريق بهذا (ت، ر 1، 105، 8)- من تصوّر «الذات» بهذه «اللوازم»
فتصوّره أتمّ ممّن لم يتصوّرها بهذه «اللوازم» (ت، ر 1، 105، 10)- إذا كانت
اللوازم منها ما لزومه للملزوم بيّن بنفسه لا يحتاج إلى «دليل» يتوسط بينهما، فهذا
نفس تصوّره و تصوّر الملزوم يكفي في العلم بثبوته له (ت، ر 1، 192، 22)- لوازم
الأشياء و لوازم لوازمها لا تنضبط و لا تنحصر (ت، ر 2، 92، 8)- كون الملزوم، أو
علّة اللازم، فهذا قد يكون في بعض الملزومات، كالمعلول المعيّن اللازم لعلّته. و
إلّا فأكثر اللوازم ليست معلولة لملزوماتها (ت، ر 2، 141، 18)- لا نسلّم افتقار
شيء من اللوازم إلى وسط في نفس الأمر، بل جميع اللوازم يلزم الملزوم نفسه و إن
كان بعض الملزومات شرطا في البعض، كما أنّ العلم مشروط بالحياة، و الإرادة مشروطة
بالعلم (ت، ر 2، 142، 11)- الإنسان قد يتبيّن له لزوم بعض اللوازم بلا دليل و
بعضها لا يتبيّن إلّا بدليل (ت، ر 2، 149، 10)- ليس في اللوازم ترتيب حتى يكون
بعضها أوّلا و بعضها ثانيا، و لا في الذهني (ت، ر 2، 149، 16)- اللوازم لا بدّ أن
تنتهي إلى لازم بيّن لا يفتقر إلى وسط، و ذاك يمتنع رفعه في الوهم إذا تصوّر
الموصوف (ت، ر 2، 150، 16)- قد يكون من اللوازم التي لا وسط لها في نفس الأمر ما
يفتقر إلى دليل، و من اللوازم التي يدعون افتقارها إلى وسط ما يعلم ثبوته بلا دليل
(ت، ر 2، 152، 9)
لوازم ذاتية
- اللوازم الذاتية سبيلها سبيل المحمولات الذاتية، فإنّ المحمولات
الذاتية بأعيانها قد يمكن أن توجد لوازم. مثال ذلك: إذا كان هذا إنسانا، فهو
حيوان، و إن كان إنسانا فهو حيّ ناطق. و اللوازم قد يمكن أن تؤخذ محمولات.
مثال ذلك: إن كان يمكن أن يتحرّك متحرّك في جسم غير متناه، فقد يمكن
أن يقطع مسافة غير متناهية في زمان متناه، فإنه قد يمكن أن يوجد هذا اللازم محمولا
(ف، ب، 30، 14)
لواصق
- أما اللّواصق، فإن القائل إذا قال: فلان الكاتب في الدّار، كان
قوله: الكاتب، حلية لا صفة لفلان. فأشباه هذا من الكلام يسمّى اللواصق (ق، م، 26،
22)
ليس
- «ليس» يرتّبه كثير من أصحاب النحو في الكلم لا في الحروف (ف، أ،
45، 14)- إنّ بعض حروف السلب الداخلة على الأسماء في لغة العرب أدل على السلب، و
بعضها على العدول، فيشبه أو يكون لفظ «ليس» أولى