و هو شماس فلم يأبه لهم، و طرد جمعا من رجال الكهنوت جاءوا ليقرأوا
عليه في مرضه [13].
و عرف يوحنا بن ماسويه مترجما كما عرف طبيبا و استاذا في الطب و من
اشهر تلاميذه حنين ابن اسحق. و مفردات كتبه تبدو من عناوينها و كأنها من صنع يده
لا ترجمة لكتب غيره من المؤلفين و الارجح انه لم يكن يعرف اليونانية، او لم يكن
يحسنها على ما تقتضيه الدقة العلمية في الترجمة فكان يستعين بحنين بن اسحق و يطلب
منه بصريح العبارة القيام بترجمة الكتب اليونانية. و هو باية حال كان يجيد اللغة
العربية و يحسن صياغة العبارة بها، و ربما يكون من هذه الناحية بمستوى حنين ان لم يكن
افضل منه في مؤلفاته كما يبدو من سيرة حياته و مضامين مؤلفاته انه كان طبيبا
ناجحا. اما رئاسته بيت الحكمة و على اعمال الترجمة فيها فكانت ادارية اكثر مما
كانت تدخل في اعمال الترجمة [14].
و كانت وفاة يوحنا بن ماسويه في سامراء سنة 243 ه- 857 م في خلافة
المتوكل [15]
ان اغلب مؤلفات ابن ماسويه كانت في الطب و هي تربو على الخمسين و
يبدو انه كان له فضل السبق في تأليف بعض الكتب التي لم يؤلفها الاطباء العرب قبله
فقد كان رائدا في اكثر من ضرب من ضروب الطب و مؤلفاته التي من هذا النوع هي:
1. كتاب العين- و يعرف بدغل العين. و هو اول كتاب عربي وضع بهذا
الموضوع.
2. كتاب الطبيخ- و هو اول كتاب من نوعه باللغة العربية.
3. مقالة في الجنين (هذا الكتاب).
[13] تفاصيل ذلك يراجع ابن ابي اصيبعة الصفحات 124- 135 ..
[16] اعتمدنا في اعداد
قائمة مؤلفاته على ابن ابي اصيبعة- عيون الانباء، تاريخ الحكماء للقفطي. ابن
النديم الفهرست، طبقات الاطباء ابن جلجل، السامرائي- مختصر تاريخ الطب، مقدمة كتاب
الجواهر لابن ماسويه تحقيق عماد عبد السلام رؤوف.