و اختلطت اخباره بأخبار ابيه حيث ذكر ابن جلجل «قلده الرشيد ترجمة
الكتب القديمة (الطبية) مما وجد بأنقرة و عمورية و بلاد الروم حيث سباها المسلمون
و وضعه امينا على الترجمة» [9].
و قد نقل عنه هذا الخطأ ابن ابي اصيبعة و صاعد و القفطي، و ذلك لأن
الرشيد حكم بين (170- 193 ه/ 876- 809 م) عاصر ايام ابيه في السنين الاخيرة من
حكمه، و ان انقرة و عمورية فتحتا زمن المعتصم سنة (223 ه،) مما يؤكد عدم اتصال
يوحنا بالرشيد.
خدم ابن ماسويه بطبه المأمون و المعتصم و الواثق و المتوكل [10].
و كان معظما في بغداد جليل المقدار، و له في الطب اسرار خلدها منافع
الناس [11].
و كان الخلفاء و اسرهم يطمئنون اليه و يقربونه اليهم (حتى أن ملوك
بني هاشم كانوا لا يتناولون شيئا من اطعمتهم، الا بحضرته، و كان يقف على رؤوسهم و
معه البراني بالجوارشات الهاضمة المسخنة الطابخة المقوية للحرارة الغريزية في
الشتاء. و في الصيف الاشربة الباردة و الجوارشات»
[12].
و كانت له مع المأمون مناظرات علمية و كان الواثق يجله و يكرمه
بالمبالغ الطائلة و بلغ الامر بالمتوكل الى حد انه كان يدنيه من مجلسه و يتحمل منه
جرأته و صراحته.
و على الرغم من ان ابن ماسويه كان نصرانيا سريانيا منتظما في سلك
الكهنوت برتبة شماس، و انه كاد ينتخب جاثليقا ذات مرة فانه كان على شيء من
التساهل في دينه و قيل في اخلاقه ايضا حتى اتهمه بعض ذوي قرباه بالعمل على قتل
ابنه المسمى ماسويه لكرهه فيه غباءه و بلادته و عاتبه وجوه طائفته لاقتنائه اربع
جوارا في بيته،