طَبْعُهُ طَبْعٌ إذَا خُلِّىَ وَ مَا يُوجِبُهُ وَ لَمْ يُعَارِضْهُ سَبَبٌ مِنْ خَارِجٍ، ظَهَرَ عَنْهُ [1] بَرْدٌ مَحْسُوسٌ، وَ حَالَةٌ هِىَ رُطُوبَةٌ، وَ هِىَ كَوْنُهُ فِى جِبِلَّتِهِ بِحَيْثُ يُجِيبُ [2] بِأَدْنَى سَبَبٍ إلَى أنْ يَتَفَرَّقَ وَ يَتَّحِدَ وَ يَقْبَلَ أىَّ شَكْلٍ كَانَ، ثُمَّ لا يَحْفَظَهُ. وَ وُجُودُهُ فِى الْكَائِنَاتِ لِتَسْلَسَ الْهَيْئَاتُ [3] الَّتِى يُرَادُ فِى أَجْزَائِهَا التَّشْكِيلُ [4] وَ التَّخْطِيطُ وَ التَّعْدِيلُ، فَإنَّ الرَّطْبَ وَ إنْ كَانَ سَهْلَ التَّرْكِ لِلْهَيْئَاتِ الشَّكْلِيَّةِ فَهُوَ سَهْلُ الْقَبُولِ لَهَا، كَمَا أنَّ الْيَابِسَ وَإنْ كَانَ عُسْرَ الْقَبُولِ لِلْهَيْئَاتِ الشَّكْلِيَّةِ فَهُوَ عُسْرُ التَّرْكِ لَهَا، وَ مَهْمَا تُخْمَرُ الْيَابِسُ بِالرَّطْبِ اسْتَفَادَ الْيَابِسُ مِنَ الرَّطْبِ قَبُولًا لِلتَّمْدِيدِ وَ التَّشْكِيلِ سَهْلًا، وَ اسْتَفَادَ الرَّطْبُ مِنَ الْيَابِسِ حِفْظاً لِمَا حَدَثَ فِيهِ مِنَ التَّقْوِيمِ وَالتَّعْدِيلِ قَوِيّاً وَاجْتَمَعَ الْيَابِسُ بِالرَّطْبِ عَنْ تَشَتُّتِهِ وَ اسْتَمْسَكَ الرَّطْبُ بِالْيَابِسِ عَنْ سَيَلانِهِ.
وَ أمَّا الْهَوَاءُ فَإنَّهُ جِرْمٌ بَسِيطٌ مَوْضِعُهُ الطَّبِيعِىُّ فَوْقَ الْمَاءِ وَ تَحْتَ النَّارِ وَ هَذَا خِفَّتُهُ الإِضَافِيَّةُ، وَ طَبْعُهُ حَارٌّ رَطْبٌ عَلَى قِيَاسِ مَا قُلْنَاهُ، وَ وُجُودُهُ فِى الْكَائِنَاتِ لِتَتَخَلْخَلَ وَ تُلَطَّفَ وَ تَخِفَّ وَ تَسْتَقِلَّ. [5]
وَ أمَّا النَّارُ فَهُوَ جِرْمٌ بَسِيطٌ مَوْضِعُهُ الطَّبِيعِىُّ فَوْقَ الأجْرَامِ الْعُنْصُرِيَّةِ كُلِّهَا وَ مَكَانُهُ الطَّبِيعِىُّ هُوَ السَّطْحُ الْمُقَعَّرُ مِنَ الْفَلَكِ الَّذِى يَنْتَهِى عِنْدَه الْكَوْنُ وَ الْفَسَادُ وَ ذَلِكَ خِفَّتُهُ [6] الْمُطْلَقَةُ، وَ طَبْعُهُ [7] حَارٌّ يَابِسٌ، وَ وُجُودُهُ [8] فِى الْكَائِنَاتِ لِتَنْضَجَ وَ تُلَطَّفَ
[1] ط، ج، آ:+ منها. ب:- منها.
[2] ط، ج، آ: يجيب. ب: يحبب.
[3] ب، ج: الهيئات. ط: للهيات. آ: للهياة.
[4] ط، آ، ج: من التشكيل. ب:- من.
[5] آ: ليتخلخل ويلطف ويخف ويستقل. ط، ب: لتتخلخل و تلطف و تخف و تستقل.
[6] ب: خفته. ط، ج: خفتها.
[7] ب: طبعه. ط، ج: طبعها.
[8] ب: وجوده. ط، ج: وجودها.