وَأمَّا الْعَضَلُ الْمُمِيلَةُ لِلرَّأْسِ إلَى الْجَانِبَيْنِ فَهِىَ زَوْجَانِ يَلْزَمَانِ مَفْصَلَ الرَّأْسِ، الزَّوْجُ الْوَاحِدُ مِنْهُمَا مَوْضِعُهُ القُدَّامُ وَ هُوَ الَّذِى يَصِلُ بَيْنَ الرَّأْسِ وَ الْفَقَارَةِ
الثَّانِيَةِ، فَرْدٌ مِنْهُ يَمِيناً وَفَرْدٌ مِنْهُ يَسَاراً، وَ الزَّوْجُ الثَّانِى مَوْضِعُهُ الْخَلْفُ،
وَيَجْمَعُ بَيْنَ الْفِقْرَةِ الأُولَى وَالرَّأْسِ، فَرْدٌ مِنْهُ يُمْنَةً وَ فَرْدٌ مِنْهُ يُسْرَةً، فَأَيَّةُ [1]
هَذِهِ الأَرْبَعَةِ إذَا تَشَنَّجَ [2] مَالَ الرَّأْسُ إلَى جِهَتِهِ مَعَ تَوْرِيبٍ، وَ أىُّ اثْنَيْنِ مِن
جِهَةٍ وَاحِدَةٍ تَشَنَّجَا مَالَ الرَّأْسُ إلَيهِمَا مَيْلًا غَيْرَ مُوَرَّبٍ وَ إنْ تَحَرَّكَتِ القُدَّامِيَّتَانِ، أَعَانَتَا فِى التَّنْكِيسِ، أوِ الْخَلْفِيَّتَانِ قَلَّبَتَا الرَّأْسَ إلَى خَلْفُ، وَ إذَا تَحَرَّكَتِ الأرْبَعُ
مَعاً انْتَصَبَ الرَّأْسُ مُسْتَوِياً. وَهَذِهِ الْعَضَلُ [3] الأرْبَعُ هِىَ أَصْغَرُ الْعَضَلِ، لَكِنَّهَا
تَتَدَارَكُ بِجَوْدَةِ مَوْضِعِهَا وَ بِانْحِرَازِهَا تَحْتَ الْعَضَلِ الأُخْرَى مَا تَنَالُهُ الأُخْرَى بِالْكِبَرِ، وَقَدْ كَانَ مَفْصَلُ الرَّأْسِ مُحْتَاجاً إلَى أَمْرَيْنِ يَحْتَاجَانِ إلَى مَعْنِيَّيْنِ مُتَضَادَّيْنِ، أَحَدُهُمَا الْوَثَاقَةُ، وَ ذَلِكَ مُتَعَلِّقٌ بِإِيثَاقِ الْمَفْصَلِ وَ قِلَّةِ مُطَاوَعَتِهِ لِلْحَرَكَاتِ، وَ الثَّانِى كَثْرَةُ عَدَدِ الْحَرَكَاتِ وَ ذَلِكَ مُتَعَلِّقٌ بِإِسْلاسِ
الْمَفْصَلِ وَ الإِرْخَاءِ، فَجُوِّزَ [4] إِرْخَاءُ الْمَفَاصِلِ اسْتِنَامَةً [5] إلَى الْوَثَاقَةِ الَّتِى
تَحْصُلُ بِكَثْرَةِ الْتِفَافِ الْعَضَلِ الْمُحِيطَةِ بِهِ، فَحَصَلَ الْغَرَضَانِ تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ وَ رَبُّ الْعَالَمِينَ.
[1] ط، ج: فأية. ب: فاىّ.
[2] ط، ج: تشنجت. ب: اذا تشنّج.
[3] ط، آ، ج: العضلات. ب: العضل.
[4] ط، آ، ج: فجوز. ب: فجود.
[5] ط، آ، ج: استنامة. ب: استقامة