اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 134
دائماً، اللهم إلا أن يعرض منها عفونة فتسخن فإن العفونة، كما أنها
إنما تحدث عن حرارة غريبة، كذلك تحدث عنها أيضاً حرارة غريبة.
ونقول أيضاً: إن الغذاء منه لطيف،
ومنه كثيف، ومنه معتدل. واللطيف هو الذي يتولد منه دم رقيق، والكثيف هو الذي يتولد
منه دم ثخين، وكل واحد من الأقسام، فإما أن يكون كثير التغذية، وإما أن يكون يسير
التغذية.
مثال اللطيف الكثير الغذاء: الشراب وماء اللحم ومح البيض المسخّن، أو
النيمبرشت، فإنه كثير الغذاء لأن كثر جوهره يستحيل إلى الغذاء.
ومثال الكثيف القليل الغذاء: الجبن والقديد والباذنجان وما يشبهها،
فإن الشيء المستحيل منها إلى الدم قليل.
ومثال الكثيف الكثير الغذاء: البيض المسلوق ولحم البقر.
ومثال اللطيف القليل الغذاء: الجلاب والبقول المعتدلة القوام
والكيفية. ومن الثمار التفاح والرمان وما يشبهه فإن كل واحد من هذه الأقسام قد
يكون رديء الكيموس و قد يكون محمود الكليموس. مثال اللطيف الكثير الغذاء الحسن
الكيموس: صفرة البيض والشراب وماء اللحم.
ومثال اللطيف القليل الغذاء الحسن الكيموس: الخس والتفاح والرمان.
ومثال اللطيف القليل الغذاء الرديء الكيموس: الفجل والخردل وأكثر
البقول.
ومثال اللطيف الكثير الغذاء الرديء الكيموس: الرئة ولحم النواهض.
ومثال الكثيف الكثير الغذاء الحسن الكيموس: البيض المسلوق ولحم
الحولي من الضأن.
ومثال الكثيف القليل الغذاء الرديء الكيموس: القديد. وأنت تجد في
هذه الجملة المعتدل.
الفصل السادس عشر فى أحوال المياه
إن الماء ركن من الأركان، ومخصوص من جملة الأركان بأنه وحده من بينها
يدخل في جملة ما يتناول، لا لأنه يغذو، بل لأنه ينفذ الغذاء ويصلح قوامه، وإنما
قلنا إن الماء لا يغذو لأن الغاذي هو الذي بالقوة دم وبقوة أبعد من ذلك جزء عضو
الإنسان. والجسم البسيط لا يستحيل إلى قبول صورة الدموية وإلى قبول صورة عضو
الإنسان، ما لم يتركب، لكن الماء جوهر يعيّن في تسييل الغذاء وترقيقه وبذرقته
نافذاً إلى العروق ونافذاً إلى المخارج لا يستغني عن معونته هذه في تمام أمر
الغذاء. ثم المياه مختلفة لا في جوهر المائية ولكن بحسب ما يخالطها وبحسب الكيفيات
التي تغلب عليها. فأفضل المياه مياه العيون ولا كل العيون ولكن ماء العيون الحرة
الأرض التي لا يغلب على تربتها شيء من الأحوال والكيفيات الغريبة، أو تكون
اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 134