responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 132

و ربما فعل أيضاً بالكيفية الباقية فيه ثالثاً. والفاعل بالجوهر هو الذي يفعل بصورة نوعه الحاصلة بعد المزاج الذي إذا امتزجت بسائطه وحدث منها شي‌ء واحد استعد لقبول نوع وصورة زائدة على بسائط تلك الصورة ليست الكيفيات الأول التي للعنصر ولا المزاج الكائن عنها، بل كمال يحصل للعنصر بحسب استعداد حصل له من المزاج مثل القوة الجاذبة في مغناطيس، ومثل طبيعة كل نوع من أنواع الحيوان والنبات المستفادة بعد المزاج بإعداد المزاج، وليست من بسائط المزاج ولا نفس المزاج، إذ ليست حرارة ولا برودة ولا رطوبة ولا يبوسة لا بسيطة ولا ممزوجة، بل هي مثل لون أو رائحة أو نفس أو صورة أخرى ليست من المحسوسات.

وهذه الصورة الحادثة بعد المزاج، قد يتفق أن يكون كمالها الانفعال من الغير إذ كانت هذه الصورة قوة إنفعالية، وقد يتفق أن يكون كمالها فعلًا في الغير إذا كانت هذه الصورة قوية على فعل في الغير. وإذا كانت فعالة في الغير قد يتفق أن يكون فعلها في بدن الإنسان، وقد يتفق أن لا يكون. وإن كانت قوة تفعل في بدن الإنسان، فقد يتفق أن تفعل فعلًا ملائماً، وقد يتفق أن تفعل فعلًا غير ملائم. وتكون جملة الفعل فعلًا ليس مصدره عن مزاجه بل عن صورته النوعية الحادثة بعد المزاج فلهذا يسمى هذا فعلًا بجملة الجواهر، أي بصورة النوع لا بالكيفية، أي لا بالكيفيات الأربع وما هو مزاج عنها. أما الملائم فمثل فعل" فاوانيا" في إبطاله الصرع. وأما المنافي فمثل قوة البيش المفسدة لجوهر الإنسان. ونرجع الآن فنقول: إنا إذا قلنا للشي‌ء المتناول أو المطلوخ أنه حار أو بارد، فإنما نعني أنه كذلك بالقوة لا بالفعل، ونعني أنه بالقوة أحر من أبداننا وأبرد من أبداننا ونعني بهذه القوة قوة معتبرة بوقت فعل حرارة بدننا فيها بأن يكون إذا انفعل حاملها عن الحار الغريزي الذي لنا حدث حينئذ فيها ذلك بالفعل، وربما عنينا بهذه القوة شيئاً آخر، وهو أن تكون القوة بمعنى جودة الاستعداد كقولنا إن الكبريت حار بالقوة، وربما اكتفينا بقولنا إن الشي‌ء حار أو بارد إلى الأغلب في مزاجه من الأركان الأولى غير ملتفتين إلى جانب فعل بدننا فيه. وقد نقول للدواء إنه بالقوة كذا إذا كانت القوة بمعنى المَلَكَةِ، كقوة الكاتب التارك للكتابة على الكتابة، مثل قولنا إن البيش بالقوة مفسد. والفرق بين هذا وبين الأول أن الأول ما لم يُحِلْهُ البدن إحالَةً ظاهرة لم يخرج إلى الفعل، وهذا، بما أن يفعل بنفس الملاقاة كسم الأفاعي، أو بأدنى استحالة في كيفيته كالبيش. وبين القوة الأولى والقوة التي ذكرناها قوة متوسطة هي مثل قوة الأدوية السمية. ثم نقول إن مراتب الأدوية قد جعلت أربعة.

المرتبة الأولى منها: أن يكون فعل المتناول في البدن بكيفيته فعلًا غير محسوس مثل أن يسخن أو يبرّد تسخيناً أو تبريداً ليس يفطن له ولا يحس به إلا أن يتكرر أو يكثر.

والمرتبة الثانية: أن يكون الفعل أقوى من ذلك، ولكن لا يبلغ أن يضر بالأفعال ضرراً بيناًولا يغير مجراها الطبيعي إلا بالعرض، أو إلا أن يتكرر ويكثر. والمرتبة الثالثة: أن يكون فعلها يوجب بالذات ضرراً بيناً، ولكن لا يبلغ أن يهلك ويفسد.

اسم الکتاب : القانون في الطب المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 132
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست