responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منطق المشرقيين المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 40

و لهم من هذا القبيل حدود كثيرة مثل تحديدهم الغضب بأنه شوق انفعالي إلى الانتقام يغلي منه دم القلب فإن غليان دم القلب كان سببا للغضب و اسم الغضب موضوع بإزاء الشوق الانفعالي للانتقام و إن جاز أن يتحد معه القلب.

و من جملة الأمور التي يدل عليها بالقول المعرف هي الأعدام و ليست هي بالحقيقة ذواتا و لا أمورا موجودة و إلا لارتكم منها في الشي‌ء الواحد ما لا نهاية له و لا هي بسيطة بالحقيقة و هذه الأعدام مثل العمى و الظلمة و العجز و السكون و النحو الذي يتصور فيها يتصور بقياس ما إلى شي‌ء و نسبة فإن العمى ليس إلا لنسبة مخصصة بالبصر فلا تعقل إلا بتركيب و ذلك التركيب هو تركيب بملكة تقابلها و تخصصها كالعمى بالبصر و السكون بالحركة و الظلمة بالنور و مقابلاتها معقولة في أنفسها.

و أما المحدودات التي التركيب في معانيها ظاهر فمنها ما أوردناه في القسم الأول في الفصل الذي ضمناه أصناف التركيبات و هي التي تتألف حقائقها من حقائق أجناسها و فصولها و هذه فإنما تحد بما يدل به على ذواتها و الدلالة على ذوات ما لذاته مقومات تكون من طريق الدلالة على مقوماته بشرط أن تورد بكمالها فإنه إن خرج منها شي‌ء و وقع به التمييز بالذاتيات لم يقع التعريف لحقيقة الذات فإن حقيقة الذات هي ما هي بجميع ما تتقوم به فإذا أورد بعض مقوماته فقد أورد بعض ذاته أو بعض معاني ذاته و ما ليس هو يعد ذاته إلا بقرينة فإذا دل على حقيقة الذات فيدل على سبيل نقل الذهن من ناقص إلى تام و من شي‌ء إلى لازمه الخارج عنه لا على سبيل المطابقة التي هي الدلالة باللفظ على المعنى بنفسه و ذاته.

و يجب أن يكون الغرض من الحد تصور ذات الشي‌ء فإن التمييز يتبعه و أما من كان غرضه التمييز فقد يناله بالرسم و قد يناله بالحد الناقص المذكور و لا نعيقه فيما يؤثره و لكنا نستحب له أن يقصد القصد الأتم و الأفضل.

و الأمور التي يدل عليها بالحد المأخوذ من الأجناس و الفصول هي الأمور التي فيها هذا التركيب و أما الأمور البسيطة و الأمور المركبة غير هذا النحو من التركيب فإنك لا تجد فيها هذا الحد و ذلك أن البسيطة لا تجد لها دالا على الماهية

اسم الکتاب : منطق المشرقيين المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست