responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منطق المشرقيين المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 39

على أن النظر في الصور و القوى نظر في البسائط و كلامنا الآن في البسائط فإن كان ما نقوله من دلالة الرسم التام و الناقص مشتركا للبسائط و المركبات فإن المركبات قد يدل عليها بالرسمين جميعا و أفضل الرسمين هو الرسم التام و أخسهما الرسم الناقص على أنه يختلف أيضا بحسب قرب اللزوم من المفهوم و البعد منه فإنه ليس استعمال المميز في رسم الإنسان كاستعمال المتعجب و لا استعمال المتعجب كاستعمال الضحاك.

و إذا كان الرسم مأخوذا من اللوازم التي هي المقومات للوجود و إن لم يكن للماهية و المفهوم و كان من الجنس الثاني فقد تدخل فيه اللوازم في الوجود من العلل و المعلولات التي هي لوازم و لواحق في الوجود و إن لم تكن الماهية و المفهوم و كثيرا ما يوجد منها فيه ما هو خارج عن المفهوم أيضا و كثيرا ما يريدون ذلك و قد وقع الفراغ مما هو حد الشي‌ء البسيط أو المركب فضلا عن رسمه المعرف له مثل أخذهم توسط الأرض في تحديدهم لكسوف القمر فإنهم يحدون كسوف القمر بأنه خلو جرم القمر عن الشعاع الشمسي في وقته لتوسط الأرض بينه و بينها و ليس مفهوم كسوف القمر إلا ذلك الخلو في وقت من شأنه في مثله أن لا يخلو عنه و أما أنه كان يستنير عن الشمس و انقطع بتوسط الأرض فأمر خارج عن المفهوم أقل معرفة من المحدود نفسه و هو سبب من أسبابه الخفية في وجوده التي لا يحس بها إلا العلماء.

و بالحقيقة ليس من حقه أن يضطر إليه في رسم الكسوف فضلا عن حده و هم يجعلونه جزءا من حده و يوردونه و قد فرغوا بالحقيقة من حده ثم يجعلون له شأنا في مقايسته مع البرهان لا ينكشف عن طائل و ليس هذا كما يقال في الليل إنه زمان ظلمة جو الأفق بسبب غروب الشمس فإن اسم الليل موضوع بإزاء تركيب الظلمة مع اعتبار غروب الشمس فإن الجو إذا أظلم بسبب غيم شديد الارتكام أسحم أو بسبب كسوف الشمس إذا كان كسوفا تاما لم يسم ليلا إلا على سبيل استعارة و مجاز ثم إن قال قائل إنه ليس كذلك و لم يوضع لذلك كان له أن يقول ذلك و لكن لم يجب أن يورد فيه غروب الشمس البتة بل وجب أن يورده على وجه أعم من ذلك.

اسم الکتاب : منطق المشرقيين المؤلف : ابن سينا    الجزء : 1  صفحة : 39
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست