اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 62
الحائط، إذ له انفراد ذات متبرئ عنه. و منه ما لا يكون هكذا. و الذي
يكون هكذا: منه ما يطرأ على الذات الأخرى بعد تقوّمها بالفعل بذاتها أو بما
يقوّمها- و هذا يسمّى عرضا. و منه ما مقارنته لذات أخرى مقارنة مقوّم بالفعل و
يقال له صورة، و يقال للمقارنين كليهما: محلّ، و للأوّل منهما موضوع و للثانى
هيولى و مادّة. و كلّ ما ليس فى موضوع- سواء كان فى هيولى و مادّة، أو لم يكن فى
هيولى و مادّة- فيقال له: جوهر.
و الجواهر أربعة: جوهر مع أنه ليس فى موضوع ليس فى مادّة؛ و جوهر هو
فى مادّة. و القسم الأوّل ثلاثة أقسام: فإنه إمّا أن يكون هذا الجوهر مادّة، أو ذا
مادّة، أو لا مادّة و لا ذا مادّة. و الذي هو ذو مادّة و ليس فيها هو أن يكون
منها. و كل شىء من المادّة و ليس بمادّة فيحتاج إلى زيادة على المادّة و هى
الصورة، فهذا الجوهر هو المركّب. فالجواهر أربعة: ماهيّة بلا مادّة، و مادّة بلا
صورة، و صورة فى مادّة، و مركّب من مادة و صورة.
(الفصل الثاني: فى احكام الهيولى و الصورة)
الاتصال الجسمى هو موجود فى مادّة، و ذلك لأنه يقبل الانفصال. و قبول
الانفصال فيه إمّا أن يكون لأنه اتصال [18 ا] و الاتصال لا يقبل الانفصال الذي هو
ضدّه لأنه يستحيل أن يكون فى ضدّ قوة قبول ضدّ، لأنّ ما يقبل شيئا يقبله و هو
موجود. فمن المحال أن يكون شىء غير موجود يقبل شيئا موجودا.
و الضد يعدم عند وجود الضد، و المقابل عند وجود المقابل. فقوّة قبول
الانفصال هو لشىء قابل للانفصال و الاتصال. فإذن الاتصال الجسمانى فى مادّة. و
كذلك ما يتبع هذا الاتصال و يكون معه من القوى و الصور.
المادة الجسمانية لا تفارق هذه الصورة، لأنها إن فارقت فإمّا أن تكون
ذات
اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 62