اسم الکتاب : رسائل ابن سينا المؤلف : ابن سينا الجزء : 1 صفحة : 61
الإلهيات
بسم اللّه الرحمن الرحيم
(الفصل الأول: فى موضوع الإلهيات)
الموجود قد يوصف بأنه واحد أو كثير؛ و بأنه كلى أو جزئى؛ و بأنه
بالفعل أو بالقوة. و قد يوصف بأنه مساو لشىء، و يوصف بأنه متحرك أو إنسان أو غير
ذلك. لكنه لا يمكن أن يوصف بأنه مساو إلا إذا صار كمّا، و لا يمكن أن يوصف بأنه
متحرك أو ساكن أو إنسان إلا إذا صار جسما طبيعيّا- فإذن ما لم يصر رياضيّا لم يوصف
بما يجرى مجرى أوسط هذه الصفات. و ما لم يصر طبيعيّا لم يوصف بما يجرى [17 ب]
مجرى آخرها. لكن لا يحتاج فى أن يكون واحدا أو كثيرا إلى أن يصير رياضيّا أو
طبيعيّا، بل لأنه موجود عام هو صالح لأن يوصف بوحدة أو كثرة و ما ذكر معها. فإذن
الوحدة و الكثرة من الأعراض الذاتية الموجودة للموجود التي تعرض له [1] بما هو موجود. و لو لا ذلك لكان
الموجود الواحد لا يكون إلّا رياضيّا أو طبيعيّا. فاذن للموجود بما هو موجود أعراض
ذاتية.
و الفلسفة الأولى موضوعها الموجود بما هو موجود؛ و مطلوبها الأعراض
الذاتية [2] للموجود بما هو موجود- مثل الوحدة و
الكثرة و العليّة و غير ذلك. و الموجود قد يكون موجودا على أنه جاعل شيئا من
الأشياء بالفعل أمرا من الأمور بوجوده فى ذلك الشىء، مثل البياض فى الثوب و مثل
طبيعة النار فى النار؛ و هذا بأن تكون ذاته حاصلة لذات أخرى بأنها ملاقية له
بالأسر [3] و متقررة
[4] فيه لا كالوتد فى