ارتسم فى النفس فعل فعله و إن لم يكن يسبب من خارج، فإن السبب الذاتى
هو هذا المرتسم، و الخارج هو سبب بالعرض أو سبب السبب.
فهذه هى السعادة و الشقاوة الخسيستان اللتان بالقياس إلى الأنفس
الخسيسة، و أما الأنفس المقدسة فانها تبعد عن مثل هذه الأحوال و تتصل بكمالاتها
بالذات و تنغمس فى اللذة الحقيقية، و تتبرأ عن النظر إلى ما خلفها، و إلى المملكة
التى كانت لها، كل التبرئ. و لو كان بقى فيها من ذلك أثر اعتقادى أو خلقى تأذت به،
و تخلفت لأجله عن درجة العليين إلى أن تنفسخ و تزول.